فجّر خبر اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لمراسلة شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة موجة غضب واستنكار عالمية.
ولم يكن الصحافيون وحدهم من طالبوا بمحاسبة ومحاكمة المتورطين بما حصل، بل ندد سياسيون وناشطون، وعلى نطاق واسع، بجريمة الاغتيال التي أراد بها الاحتلال تصفية واحدة من أبرز الشهود على فظاعة جرائمه ووحشيتها.
وأعاد هذا الخبر المؤلم إلى الأذهان أسماء شهداء العمل الصحافي الذين تعمد الاحتلال استهدافهم، على الرغم من ارتدائهم لباس الصحافة الخاص وعدم مشاركتهم في أي أعمال اشتباك مع الاحتلال.
فبعدما كان يوم 11 من شهر مايو/ أيار المخصص لحرية الصحافة، شاهدًا على اغتيال أبو عاقلة بدمٍ بارد، وهي التي لطالما كانت تحذّر من شعورها بأنها مستهدفة وأنها في مواجهة كل من جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين، أضيف اسم الحفية الشهيدة إلى قائمة طويلة من الصحافيين والإعلاميين الذين استهدفوا في مناطق الحروب والنزاعات خلال الأعوام السابقة.
الصحافيون في مرمى النيران
وكانت إحصائيات مرصد الأونيسكو للصحافيين الذين تعرضوا للاغتيال، أشارت إلى حدوث 79 عملية قتل طالت الصحافيين ما بين عام 2020 حتى منتصف 2021 فقط.
فيما أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في تقريرها السنوي عن مقتل أكثر من 149 صحافيًا أغلبهم في دولٍ لا تشهد حروبًا، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
أما في فلسطين، فسبق وتقدمت مجموعات من الصحافيين الدوليين والفلسطينيين بشكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الصحافيين، كما باستهداف ممنهج للعاملين في مجال الصحافة بالضفة الغربية وقطاع غزة.
إسرائيل تحمي القتلة
وفي هذا الإطار، شدّد رامي حيدر الناطق باسم منظمة العفو الدولية "أمنستي" في إسرائيل، في حديث إلى "العربي" على أن أي جندي إسرائيلي أو مستوطن أو أي شخص آخر، ما كان ليتجرأ على استهداف صحافي وفلسطيني لولا ثقته التامة بأنه سيفلت من العقاب وبأنه سيتم التستر عن الجريمة.
ويردف حيدر من حيفا: "في النظام القضائي والسياسي الإسرائيلي يتم منح جميع الجنود القتلة حصانة قانونية تامة بغض النظر عن المستهدفين سواء كانوا من الصحافيين أو مدنيين عزل".
بالإضافة إلى ذلك، ذكّر الناطق باسم منظمة العفو الدولية، بعدة أحداث قتل فيها مواطنون عزل على يد مستوطنين وتم منحهم حصانة كاملة، وأغلق الملف فورًا.
وعليه، أسف حيدر لعدم وجود أي وسيلة فعلية لحماية الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون فظائع الاحتلال، مشيرًا إلى أن حماية الصحافيين يجب أن تكون مسؤولية دولية، مؤكدًا في هذا الصدد أن التحقيقات التي أجرتها منظمات مستقلة حول اغتيال أبو عاقلة أجبر سلطات الاحتلال على تعديل روايتها لما حصل وبدء الحديث عن إقامة تحقيقات.