حذرت قوى الحرية والتغيير، التجمع السياسي المدني الرئيسي في السودان، اليوم الجمعة من أن البلاد قد تنقسم وتنزلق إلى حرب أهلية طويلة الأمد، إذا شكل جانبًا الصراع العسكريان حكومتين متناحرتين.
ويأتي تحذير قوى الحرية والتغيير، بعد أن هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي بتشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.
وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك: إنها تتابع "بقلق بالغ المؤشرات التي تتصاعد بتلويح طرفي الحرب بتكوين حكومة في مواقع سيطرتهما، وهو أمر خطير للغاية سيترتب عليه تفتيت البلاد وتقسيمها".
وأضاف البيان: "قوى الحرية والتغيير تؤكد وانطلاقًا من موقفها التاريخي والوطني رفضها التام لهذا الاتجاه الذي يبذر بذور تفتيت وحدة السودان، ويعمق الصراع ويوسع دائرة الحرب تمهيدًا لتحويلها لحرب أهلية شاملة".
ومنذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل/ نيسان، سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى مناطق في جنوب غرب ووسط السودان.
ويسيطر فصيل آخر اشتبك في الآونة الأخيرة في قتال مع الجيش، وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على أجزاء كبيرة من ولاية جنوب كردفان.
وما زال الجيش يسيطر على أجزاء أخرى من البلاد تتضمن بورتسودان على البحر الأحمر التي انتقل إليها بعض المسؤولين الحكوميين والوكالات الدولية.
مقتل 40 مدنيا في مدينة نيالا السودانية بالتزامن مع زيارة #البرهان إلى #تركيا#العربي_اليوم #السودان تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/TqhGw0wilm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
حميدتي يحذر من إقامة حكومة ببورتسودان
وفي رسالة صوتية صدرت في وقت متأخر من مساء الخميس، أثار حميدتي احتمال أن تشكل قوات الدعم السريع حكومة في الخرطوم، محذرًا من أن أي تحرك من جانب الجيش لتشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان سيؤدي إلى تقسيم البلاد.
وفي الشهر الماضي، قال مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني الذي يرأسه قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع مع قوى الحرية والتغيير السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير بعد انتفاضة شعبية عام 2019. ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلابًا في عام 2021 قبل أن يختلفا حول عملية انتقال كانت مقررة نحو إجراء انتخابات في ظل سلطة مدنية.
وتسبب القتال بين الجانبين في أزمة إنسانية في السودان الذي أصبح عدد النازحين فيه أكبر من أي دولة أخرى.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 4.1 مليون شخص نزحوا منذ أبريل، وفر أكثر من 1.1 مليون إلى دول مجاورة.