هدّد قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) أمس الخميس، بتشكيل سلطة حاكمة في مناطق سيطرة قواته إذا شكل خصومه في الجيش حكومة.
وتقاتل قوات الدعم السريع الجيش منذ نحو خمسة أشهر، في صراع دمّر السودان وفجر أزمة إنسانية.
"سلطة في مناطق سيطرتنا"
وكان مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني، الذي يرأسه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قال الشهر الماضي إن هناك حاجة إلى حكومة انتقالية.
وقال دقلو أمس الخميس: "في حال استمر هذا الوضع أو قام الفلول بتشكيل حكومة سنشرع فورًا في مشاورات واسعة لتشكيل سلطة حقيقية في مناطق سيطرتنا الواسعة والممتدة؛ تكون عاصمتها هي العاصمة القومية الخرطوم ولن نسمح بخلق عاصمة بديلة".
واعتبر أن قيام البرهان بتشكيل حكومة مقرّها بورتسودان "يعني أننا نتجه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد".
مقتل 40 مدنيا في مدينة نيالا السودانية بالتزامن مع زيارة #البرهان إلى #تركيا#العربي_اليوم #السودان تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/TqhGw0wilm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
وبينما تنتشر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية بجميع أنحاء الخرطوم وفي بحري وأم درمان المجاورتين، يستخدم الجيش ميزة المدفعية الثقيلة والغارات الجوية لصدها، مما أسقط مئات الضحايا من المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
وقد حذر مبعوث هذه الأخيرة إلى السودان فولكر بيرتس، الذي قدم استقالته من منصبه بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان الخارجية السودانية أنّه شخص غير مرحّب به، من أنّ الاقتتال في السودان يُمكن أن يتحوّل إلى حرب أهلية شاملة.
أما مديرة شعبة العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إديم وسورنو، فقالت إنّ السودان وشعبه يواجهان أزمة ذات أبعاد ملحمية ومأسوية.