شهد العدوان الإسرائيلي على لبنان تصعيدًا جديدًا اليوم الأحد، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق لبنانية للمرة الأولى، فيما أغار الطيران الحربي على جسرٍ في أقصى شمال البلاد، بحسب مراسلة التلفزيون العربي.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام أن طيران الاحتلال شنّ غارة على منطقة جبل أكروم بالقرب من جسر عين السبع، وأخرى بين بلدتي النصوب وحلواص في محافظة عكار الشمالية قرب الحدود السورية.
كما أغار الطيران الإسرائيلي على معبر جرماش - قلد السبع على الحدود الشمالية الغربية للهرمل مع سوريا، وعلى معبر أكوم داخل الأراضي السورية.
وأوضحت المراسلة هديل نماس أن الجسر المستهدف في عكار هو جسر صغير يربط بين بلدات شمالية بمحاذاة الحدود السورية ويُستخدم كممر إلزامي للمشاة المتجهين إلى سوريا.
وأضافت أن استهداف هذا الجسر يعكس استمرار إسرائيل في ضرب المعابر البرية اللبنانية السورية، خاصة بعد استهداف المعابر الرسمية شرقي لبنان.
محاولات توغل جنوبًا
وأشارت المراسلة أيضًا إلى تعرض منطقة "غاليري سمعان" لغارة بطائرة مسيّرة، في أول استهداف لهذه المنطقة الواقعة على أطراف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.
وفي جنوب لبنان، أكدت المراسلة أن القطاع الغربي يشهد معارك ضارية، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل عبر بلدة عيتا الشعب، في ظل مقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بتعرض بلدة الخيام في القطاع الشرقي لقصف إسرائيلي عنيف، فيما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات على بلدات جنوبية عدة، منها منطقة بين عدلون وأنصارية، ومنطقة حومين التحتا - المرج، وبلدة كفرفيلا.
يأتي ذلك بعد يوم من استهداف حزب الله بالصواريخ 7 قواعد وشركة صناعات عسكرية شمالي ووسط إسرائيل. كما أفاد الحزب بشن هجمات صاروخية على مدينة صفد و6 مستوطنات شمالي إسرائيل، إلى جانب قصف 8 تجمعات لجنود شمالي إسرائيل وجنوبي لبنان.
لترتفع بذلك عدد الهجمات التي نفذها الحزب، السبت، إلى 26 وفق سلسلة بيانات نشرها عبر حسابه على منصة "تلغرام"ـ كما قال الحزب، إنه "قصف قاعدة غليلوت، التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200، في ضواحي تل أبيب، بصلية صاروخية نوعية". ولاحقا، قال إنه استهدف القاعدة ذاتها بـ"مسيّرة انقضاضيّة".
إطلاق صواريخ ومسيّرات
كما أعلن الحزب شن "هجوم بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة بلماخيم الجوية، جنوب تل أبيب". ولفت إلى أن هذه القاعدة "تحتوي على مركز أبحاث عسكري ورادار لمنظومة حيتس الدفاعية".
وفي شمال إسرائيل، أفاد الحزب باستهداف 5 قواعد أخرى، هي: "قاعدة شراغا، شمالي مدينة عكا، بسرب من المسيرات الانقضاضية"، و"قاعدة سنط جين اللوجستية، شمال عكا، بصلية صاروخية كبيرة".
إلى جانب "قاعدة مسغاف شمال شرق مدينة حيفا، بصلية صاروخيّة"، و"قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا، بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة"، و"قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية، شمال حيفا" مرتين "بصلية صاروخية وبصلية صاروخية نوعية".
أيضا، ذكر الحزب أنه استهدف مقر "شركة ألتا للصناعات العسكرية، شمال شرق حيفا، بصلية صاروخية". ولفت إلى أن هجماته على هذه القواعد ولهذه الشركة "أصابت أهدافها بدقة".
وفي شمال إسرائيل كذلك، أعلن الحزب أنه استهدف بصليات صاروخية صفد (تحتضن مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش) و6 مستوطنات هي: بيريا، ويسود همعلاه، ودلتون، وشاعل، وبار يوحاي، والكريوت. وتابع أنه قصف بصليات صاروخية 4 تجمعات لجنود إسرائيليين بصفد، ومستوطنات بار يوحاي، والمالكية، وأفيفيم.
حزب الله يتصدى للتوغل البري
وفي جنوب لبنان، لفت الحزب إلى أنه قصف بصليات صاروخية 3 تجمعات لجنود شرقي بلدة مارون الراس، وفي موقع جل الدير مقابل مارون الراس، وفي منطقة "تلة الخزان" عند أطراف بلدة حولا.
وفي تصدي آخر في الجنوب، قال الحزب إنه "رصد قوّة إسرائيلية مؤللة تحاول التقدم باتجاه بلدة حولا، قبل استهدافها بصاروخين موجّهين أصابا جرافتين عسكريتين كانتا في مقدمة القوّة، ما أدى إلى تدميرهما واحتراقهما، وقتل وجرح من فيهما، وإجبار القوة على الانسحاب". وأضاف أنه "بعد انسحاب القوة المؤلّلة باتجاه منطقة تلة الخزان، عند أطراف بلدة حولا، تم استهدافها بـ3 صلياتٍ صاروخية حققت إصابات مباشرة".
وعلى الجانب الإسرائيلي، قالت القناة "12" العبرية الخاصة إن 10 مسيرات و130 صاروخًا من لبنان اخترقت الأراضي الإسرائيلية منذ فجر أمس السبت.
وتواصل إسرائيل عدوانها على لبنان، الذي أسفر إجمالًا عن ألفين و968 شهيدًا و13 ألفا و319 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء السبت.