في اليوم الـ101 لعدوانه على غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه على جنوب القطاع ووسطه، فيما واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد القوات الإسرائيلية في محاور القتال موقعة قتلى وجرحى في صفوفها.
وفيما أعلن جيش الاحتلال إصابة 18 من جنوده وضباطه جراء القتال في غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، أجرى عمليات تغيير ملحوظة في قواته الموجودة في القطاع.
وأعلن سحب الفرقة 36 من غزة مبقيًا على 3 فرق عسكرية فقط، ناهيك عن نقل وحدة "دوفدفان" إلى الضفة الغربية تحسبًا لانفجار الأوضاع هناك.
يأتي ذلك، بينما قُتلت إسرائيلية وأصيب 4 بجروح خطيرة، و9 بجروح متوسطة في عمليات طعن ودهس في مدينة رعنانا في تل أبيب.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ عملية رعنانا "الفدائية، رد طبيعي على مجازر الاحتلال وعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني".
فمع استمرار القصف على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع الإثنين ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 24100 شهيد و60834 جريحًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومن المناطق التي استهدفها الاحتلال، منطقة عبسان التي انتُشل منها جثمانا شهيدين، وحي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث استشهد 6 فلسطينيين وأُصيب 15 آخرون بجروح مختلفة بقصف لطيران الاحتلال.
وكذلك حي الصبرة الذي انتشلت منه طواقم الدفاع المدني عددًا كبيرًا من الشهداء والإصابات بعد استهداف منزل لعائلة السوسي، وخانيونس حيث استشهد 16 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال.
محتجزون بغزة قتلوا برصاص الاحتلال
إلى ذلك، أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" مساء الإثنين، مقتل أسيرين إسرائيليين لديها في غزة أثناء قصف لجيش الاحتلال على القطاع.
وأكد القيادي في حركة "حماس" غازي حمد في حديث لـ"العربي"، أنّ لا تفاوض حاليًا في قضية تبادل الأسرى، لأن إسرائيل مصرة على استمرار الحرب، مشدّدًا على أنّ الأولوية الآن هي لوقف العدوان على قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل في حديث إلى "العربي"، بأنّ أكثر من 70% من شمال قطاع غزة لم يعد صالحًا للحياة.
وفي السياق ذاته، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن هناك حاجة لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد خطر المجاعة وتفشي الأمراض الفتاكة.
كما أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أنّ جيلًا كاملًا من الأطفال في غزة يعاني من الصدمة، حيث تعرض الآلاف منهم للقتل والتشويه واليتم.
شهيد وجرحى واقتحامات بالضفة
وفي الضفة الغربية، استشهد شابان وفتاة فلسطينيون وأُصيب آخرون، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أماكن متفرقة من الضفة الغربية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب محمد حسن ابراهيم أبو سباع (22 عامًا)، متأثرًا بجروح حرجة أُصيب بها برصاص الاحتلال الحي في القلب، في مدينة دورا"، ومثله الفتاة عهد محمود أولاد محمد (23 عامًا) التي أصيبت برصاصة في الرأس.
كما ذكرت الوزارة أنها أُبلغت باستشهاد الشاب فارس محمود عبد الله خليفة (37 عامًا) من مخيم نور شمس شرق طولكرم، عند حاجز عناب العسكري شرق طولكرم.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن "اليمين الإسرائيلي الحاكم يفتعل التصعيد لتطبيق نسخة الدمار والتهجير في قطاع غزة على الضفة".
وشهد الإثنين اقتحام القوات الإسرائيلية حرم جامعة النجاح في نابلس واعتقال عدد من طلابها، وهجمات للمستوطنين على قرى في الضفة من بينها ترمسعيا وحوارة.
وفي جبهة لبنان، كثّف "حزب الله" عملياته العسكرية ضد مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، معلنًا تنفيذه 8 عمليات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أنّ طائراته ومدفعيته قصفت تجهيزات عسكرية تابعة للحزب في جنوب لبنان.
وفي البحر الأحمر، استهدفت جماعة "الحوثي" سفينة حاويات أميركية، مؤكدة أنّ السفن الأميركية والبريطانية تندرج ضمن أهدافها العسكرية حتى يتوقف العدوان على غزة.
سياسيًا، حذّر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، من تصاعد الخطاب المتطرف لمسؤولين إسرائيليين، مجددًا رفض بلاده القاطع لأية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، محكمة العدل الدولية بـ"قرار مستعجل لوقف العدوان" على غزة، و"إدخال كميات كافية من الطعام والمساعدات الإنسانية".
بدوره، دعا وزير خارجية الصين وانغ يي لوضع جدول زمني ملموس لتنفيذ حل الدولتين.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنّ استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتدخّل واشنطن بالبحر الأحمر وهجومها على اليمن يزيدان التوتر في المنطقة.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فاعتبر أنّ عدد الشهداء المدنيين بغزة على مدار 100 يوم "غير مسبوق في أي صراع" منذ أن تولى منصبه، مجددًا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.