الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تصل إلى 40 درجة مئوية.. توقعات بموجة حر قياسية في فرنسا وبريطانيا

تصل إلى 40 درجة مئوية.. توقعات بموجة حر قياسية في فرنسا وبريطانيا

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" تناقش أسباب وانعكاسات ارتفاع درجة الحرارة (الصور: وسائل التواصل)
ستتجاوز الحرارة القصوى في كل المناطق الفرنسية 30 درجة مئوية، في حين قد تتجاوز الـ40 درجة مئوية في جنوب إنكلترا للمرة الأولى الإثنين والثلاثاء.

يتوقع أن تسجل مستويات حرارة قياسية في فرنسا والمملكة المتحدة اليوم الإثنين تصل إلى حد 40 درجة مئوية مع هيمنة موجة حر على أوروبا الغربية منذ أيام.

وقد يكون الإثنين أكثر الأيام حرًا في تاريخ فرنسا، إذ ستتجاوز الحرارة القصوى في كل المناطق 30 درجة مئوية، فيما ستراوح بين 38 و40 درجة في جزء كبير من البلاد.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية "ميتيو فرانس" من "أن الحر يتعاظم والقيظ يمتد ليشمل البلاد برمتها"، متوقعة تسجيل مستويات قياسية خصوصًا في غرب البلاد وجنوب غربها.

وأوضحت أنه "في بعض مناطق الجنوب الغربي قد تصل الحرارة" إلى 44 درجة مئوية الإثنين تليها "ليلة شديدة الحر".

وستبلغ موجة الحر الخامسة والأربعون التي تضرب فرنسا منذ عام 1947، ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد، ولا سيما في منطقة بريتانييه التي كانت تحميها حتى الآن.

كما يتوقع أن ترافق موجة الحر هذه مستويات قياسية أيضًا في تلوث الجو مع تفاقم متوقع الإثنين في تركز الأوزون، لا سيما في منطقة الأطلسي وجنوب شرق فرنسا بحسب منصة "بريف إير" الوطنية لتوقعات جودة الهواء.

40 درجة مئوية في إنكلترا؟

وفي المملكة المتحدة، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية أول إنذار "أحمر" يتعلق بالحرارة القصوى ما يعني أن ثمة "خطرًا على الحياة". وقد تتجاوز الحرارة الـ40 درجة مئوية في جنوب إنكلترا للمرة الأولى الإثنين والثلاثاء على ما حذرت هيئة "ميت أوفيس".

واتهمت الحكومة البريطانية الأحد، بإهمال هذا الوضع بعدما فوّت رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون اجتماع أزمة حول الموضوع في مقر الحكومة.

وكانت موجة القيظ التي مرت أولًا بإسبانيا تسببت بوقوع قتلى. فقد قضى رجل في الخمسين من العمر الأحد بسبب الحر مع تجاوز حرارة جسمه الأربعين درجة مئوية في توريخون دي أردوث قرب مدريد، على ما أفادت أجهزة الطوارئ. وكان توفي عامل تنظيفات في مدريد يبلغ الستين من العمر للأسباب نفسها السبت.

والأحد بلغت الحرارة في مدريد 39 درجة مئوية و39,7 في إشبيلية في جنوب البلاد و43,4 في دون بينيتو قرب باداخوث في الغرب.

وموجة الحر هذه هي الثانية التي تسجل في أوروبا في غضون شهر. ويعود تكاثر هذه الظواهر إلى التداعيات المباشرة للاحترار المناخي بحسب العلماء إذ إن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوتها ومن مدتها وتواترها أيضًا.

ويتسبب ذلك بحرائق غابات قضى فيها عدة عناصر من أجهزة الإنقاذ ومكافحة الحرائق، كان آخرهم إطفائي توفي جراء حروق أصيب بها في مقاطعة ثامورا في شمال غرب إسبانيا. وفي فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليونان أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من الغابات فيما اضطر عدد كبير من السكان والسياح إلى مغادرة أماكن سكنهم.

حريق قرب بوردو

والوضع خطر في جنوب غرب فرنسا. فمساء الأحد زادت حدة حريق التهم خلال ستة أيام 13 هكتارًا في بوردو بسبب رياح لولبية، ما أدى إلى عمليات إخلاء جديدة. وقالت فرق الإطفاء إن 16200 مصطاف اضطروا إلى المغادرة بشكل عاجل منذ الثلاثاء الماضي.

وفي إسبانيا، لا يزال حوالي 20 حريقًا مستعرًا وخارج السيطرة في مناطق مختلفة من البلاد من الجنوب وصولًا إلى أقصى الشمال الغربي في غاليثيا.

وعرفت البرتغال هدوءًا، فللمرة الأولى منذ 8 يوليو/ تموز، لم تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية الأحد على ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية، بعدما بلغت الخميس مستوى قياسيًا في يوليو بلغ 47 درجة مئوية.

إلا أن غالبية الأراضي البرتغالية كانت تشهد الأحد احتمالًا "أقصى" أو "مرتفعا جدًا" أو مرتفعًا" لوقوع حرائق، لا سيما في مناطق وسط البلاد وشمالها. وأسفرت حرائق الأسبوع الماضي عن سقوط قتيلين و60 جريحًا فيما اجتاحت النيران 12 إلى 15 ألف هكتار.

وفي هولندا، أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة الأحد خطة وطنية لمكافحة الحر وتحذيرًا من ضباب دخاني اعتبارًا من الإثنين في كل مناطق البلاد، متوقعًا ارتفاعًا في الحرارة في الأيام المقبلة قد يصل إلى 35 درجة مئوية الإثنين في الجنوب و38 درجة مئوية في بعض المناطق الثلاثاء.

وفي حديث إلى "العربي"، أوضح الأكاديمي والباحث في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة شاهر عبد اللطيف، أن ارتفاع درجة الحرارة هي ظاهرة طبيعية تشمل الكرة الأرضية بشكل عام وهي جزء من التغير المناخي.

وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة سيستمر خلال الأعوام القادمة، وسيكون أكثر من توقعات الباحثين، التي تفيد بأن درجات الحرارة سترتفع إلى ما بين درجة مئوية و1,2 درجة، مشيرًا إلى أن ما حصل في العالم هو ارتفاع بدرجة مئوية إلى درجتين وهو مؤشر خطير جدًا، حسب تعبيره.

وأرجع عبد اللطيف أسباب ارتفاع درجات الحرارة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وزيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن الثورة الصناعية، وزيادة استخدام الوقود.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close