الإثنين 1 يوليو / يوليو 2024

تصور إسرائيل لليوم التالي لحرب غزة.. هل تملك أدوات بديلة عن حماس؟

تصور إسرائيل لليوم التالي لحرب غزة.. هل تملك أدوات بديلة عن حماس؟

Changed

بينما تتحدث إسرائيل عن اليوم التالي للحرب، تتواصل مجازرها في قطاع غزة - غيتي
بينما تتحدث إسرائيل عن اليوم التالي للحرب، تتواصل مجازرها في قطاع غزة - غيتي
تؤكد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن كلّ الأفكار بشأن اليوم التالي يجب أن تكون فلسطينية خالصة ولا يحق لأحد التدخل بها.

صرّح مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تتجاوز القدرات العسكرية ويحتاج تدميرها إلى "حرب على الفكرة". 

ويتقاطع تصريح هنغبي بشكل كبير مع تصريحات صدرت عن مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين. 

ويذهب مقتضى الإشارات إلى قيام تل أبيب بما وصفته بتطهير المنطقة، وستقود هذه العملية، وفق المنطق الإسرائيلي، قيادة فلسطينية محلية بدعم من دول عربية.

إسرائيل غير قادرة على تحقيق أبرز أهداف الحرب

وتلمح تل أبيب إلى شكل ما يُعرف باليوم التالي، والأفكار التي يتم نقاشها سواء مع واشنطن ودول عربية لم يتم تسميتها، أو حكومات في الاتحاد الأوروبي لإدارة القطاع.

ويمثل ذلك اعترافا مباشرا من الدائرة المقرّبة من نتنياهو بأن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أحد أبرز أهداف الحرب التي تم إعلانها. 

ويتماشى خصوم نتنياهو السياسيين مع هذا الاتجاه، فقد قال بيني غانتس عضو مجلس الحرب المستقيل: إنَّه "لا يمكن القضاءُ على فكرة حماس، لكن يمكن القضاء على طريقة تطبيقها"، حسب رأيه.

أفكار "فلسطينية خالصة" لليوم التالي 

وفي الجانب الفلسطيني، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن كلّ الأفكار بشأن اليوم التالي يجب أن تكون فلسطينية خالصة ولا يحق لأحد التدخل فيها. 

كما دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة إلى عدم المساهمة في تمرير مخططات الاحتلال تحت مسميات إنسانية.

وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن كون إسرائيل قد تترك قطاع غزة غارقًا في الفوضى. كما نقلت الصحيفة عن خبراء بأنه من غير المرجح أن تسمح تل أبيب لأي كيان مدني بتولي مسؤولية القطاع.

حماس تؤكد أن كلّ الأفكار بشأن اليوم التالي يجب أن تكون فلسطينية خالصة - غيتي
حماس تؤكد أن كلّ الأفكار بشأن اليوم التالي يجب أن تكون فلسطينية خالصة - غيتي

مقترح للاستهلاك الإعلامي

وبشأن الفكرة البديلة التي تحاول إسرائيل إيجادها، يشير الخبير بالشأن الإسرائيلي جاكي خوري إلى أن "إسرائيل لا تملك إستراتيجية واضحة بشأن اليوم التالي للحرب". 

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، يرى خوري أن "عدم وجود بديل فلسطيني على مقاسات تل أبيب هو جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل". 

ويلفت إلى أن "هنغبي يمثل لسان حال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اعتبر أن السلطة الفلسطينية هي البديل عن حماس في غزة، وهو اعتراف ضمني بضرورة وجود السلطة الفلسطينية"، لكن خوري يشير إلى أن الحكومة التي ينتمي إليها هنغبي بالمفهوم السياسي تعمل على إجهاض أي مشروع سياسي فلسطيني وعلى تقويض السلطة الفلسطينية. 

كما يعتبر أن إسرائيل تحاول بلورة حل سحري من خلال إدارة محلية تنطلق من قطاع غزة، مبنية على العشائر وبعض المخاتير، لكنه يرى "أن هنغبي قال هذا للبعد الاستهلاكي الإعلامي الذي يريح إسرائيل وليس ما يُطبق على أرض الواقع".

ويلحظ خوري أن إسرائيل جربت هذا السيناريو على مدى سنوات طويلة، منذ اجتياح لبنان عام 1982 مرورًا بمراحل عديدة مر بها الشعب الفلسطيني.

وإذ يؤكد فشل هذه التجارب، يعبر خوري عن اعتقاده أن البعد السياسي الداخلي هو الذي يحسم الأمر، فإذا اعترفت إسرائيل بضرورة تحرك سياسي باتجاه حكومة فلسطينية تحظى بشرعية تحضيرًا لانتخابات، فإن الأمر يحتاج لأفق سياسي.

كما يرى خوري أن إيجاد قيادة فلسطينية تقدم خدمات مدنية للقطاع وتسمح لإسرائيل بأن تفعل ما يحلو لها في غزة والضفة لا يمكن أن يطبق على أرض الواقع، وهو فقط للاستهلاك الإعلامي.

تصور إسرائيلي غامض

من جهته، يعتبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق فوزي العشماوي أن التصورات والسيناريوهات الإسرائيلية بشأن اليوم التالي يكتنفها الغموض وهي سيناريوهات غير واقعية، لافتًا إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يملك رؤية موحدة ومتفقا عليها لليوم التالي للحرب، في ظل خلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية.

ويلفت العشماوي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من القاهرة إلى أن نتنياهو لطالما صرّح بأنه لا يوجد شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. 

كما يلحظ تأثير الخلافات بين السلطة الإسرائيلية والإدارة الأميركية بشأن خطة اليوم التالي للحرب على غزة. 

وبشأن موقف مصر، يوضح العشماوي أن محددات السياسة الخارجية المصرية بشأن غزة تتلخص في أن لا يتحول قطاع غزة إلى مكان طارد ما يؤدي إلى عمليات تهجير قسرية باتجاه الأراضي المصرية.

كما تريد مصر أن لا تكون الأوضاع في غزة في اليوم التالي عبئًا عليها، حيث لا ترغب بعودة السيادة المصرية على القطاع، بحسب العشماوي. كما يلفت إلى أن القاهرة ترغب في أن يكون الواقع في غزة في اليوم التالي للحرب جزءًا من حل الدولتين، على أن تكون غزة والضفة كيانًا واحدًا يمثل نواة الدولة الفلسطينية.

كما يشير إلى رغبة مصر في أن لا تكون غزة موطنًا لأي تهديد باتجاه مصر، حسب رأيه.

موقف فلسطيني موحد

إلى ذلك، يؤكد الباحث السياسي إياد القرا أن الموقف الفلسطيني الجمعي واضح جدًا، حيث يرفض التدخل الإسرائيلي في ما يتعلق باليوم التالي للحرب، كما يرفض مشاركة أي فلسطيني قد يتعاون أو يتماهى مع الموقف الإسرائيلي.

ويورد القرا في حديث إلى "التلفزيون العربي" من دير البلح في قطاع غزة أمثلة عدة على محاولات الاحتلال للالتفاف على الجهات الرسمية الموجودة في القطاع، وتتعلق هذه الأمثلة بقطاعات الصحة والتعليم والتجارة، لكنها فشلت في ذلك. لذا تعمل على استهداف الجهات التي تعمل في قطاع غزة. وقد استهدفت مؤخرًا الوحدات العاملة في حماية قوافل المساعدات في القطاع، بحسب القرا.

كما يرى القرا أن إسرائيل تحاول أن تجد أجسامًا بديلة، وقد حاولت التواصل مع بعض العشائر في شمال القطاع، لكن الأخيرة قالت بشكل واضح إنها ترفض مسبقًا التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي أو حتى تلقي اتصال منه.

ويؤكد القرا أن الرؤية الفلسطينية بشأن اليوم التالي للحرب على غزة تتمثل في وقف العدوان ومن ثم العمل على تشكيل أي جسم فلسطيني حكومي من الفصائل أو حكومة وحدة وطنية.

كذلك يوضح القرا أن لدى الفصائل الفلسطينية مخاوف من انخراط مؤسسات دولية أو دول عربية في إدارة شؤون القطاع تحت مسميات وأهداف إنسانية، مؤكدًا عدم وجود رؤية إسرائيلية واضحة يمكن التعامل معها، حيث تنطلق من الحالة الانتقامية التي تعيشها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close