اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ليل الأحد/ الإثنين، موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باستمرار الحرب على قطاع غزة تأكيد على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار.
وكان رئيس حكومة الاحتلال قد صرح بأنه "ليس مستعدًا لوقف الحرب (على قطاع غزة) قبل القضاء على حماس"، بحسب ما قال في مقابلة مع القناة "14" الإسرائيلية.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
موقف نتنياهو تأكيد على "رفض" مقترح واشنطن
وفي ردها على تصريحات نتنياهو، قالت حركة حماس، في بيان: "موقف نتنياهو الذي يؤكد فيه استمراره في الحرب، وأنه يستهدف اتفاقًا جزئيًا يستعيد من خلاله عددًا من الأسرى فقط، ويستأنف الحرب بعدها، تأكيد جلِيّ على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات بايدن".
وأضافت: "تصريحاته على عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه، عن موافقة مزعومة من الاحتلال".
وتابعت: "إصرار حركة حماس على أن يتضمن أي اتفاق؛ تأكيدًا واضحًا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة، كان ضرورة لا بد منها، لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا".
وطالبت حماس الإدارة الأميركية "باتخاذ قرار واضح، بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها شعبنا في القطاع، ورفع الغطاء عن الاحتلال وجرائمه التي تجعل من واشنطن شريكًا أساسيًا في ارتكابها".
العلاقة الأميركية الإسرائيلية
وفي هذا الإطار، أشار الكاتب والصحافي المختص بالشأن الأميركي، محمد السطوح، إلى أن واشنطن، وبعد تصريحات نتنياهو، ستقول إنها قد حصلت على تأكيد وقبول إسرائيلي لصفقة وقف إطلاق النار، لكنها لا تستطيع أن تصرح بأن تل أبيب نفسها لم تقبل هذه الصفقة.
وفي حديث للتلفزيون العربي من نيويورك، أضاف السطوح أن موقف إسرائيل كان واضحًا منذ البداية: رفض وقف دائم لإطلاق النار ورفض إنهاء الحرب، لأن هذا الأمر يتعارض مع مصالح نتنياهو السياسية، مشيرًا إلى أن هذا ما قاله بايدن شخصيًا.
وأردف أن إسرائيل كانت قد وافقت في السابق على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع ثم تعاود استئناف الحرب، وهي تعتزم المضي فيه قدمًا إذا ما قبلت حماس بالصفقة الأخيرة.
وأوضح السطوح أن الجانب الأميركي حاول الالتفاف على هذه النوايا الإسرائيلية، وقال لهم: "لا تقولو شيئًا، ونحن سنقول إنكم قبلتم بالصفقة، فلا تعترضوا على ذلك"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو ما استطاعت الإدارة الأميركية الوصول إليه مع الجانب الإسرائيلي، لكنها لم تستطع أن تخفي نواياه.
وبشأن العلاقة الأميركية الإسرائيلية، لفت السطوح إلى أن نتنياهو لا يريد بايدن في البيت الأبيض، وهو يعمل مع الجمهوريين ومع الرئيس السابق دونالد ترمب لكي يفوز هذا الأخير بالانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، وبالتالي يقدم لإسرائيل كل شيء يساعدهم في الوصول إلى هدفهم في الحرب.
وأشار إلى أن جو بايدن، مع كل دعمه لإسرائيل في الفترة الأخيرة، سيضغط من أجل مستقبل مختلف للمنطقة، لا يورط فيها واشنطن، ويقدم للفلسطينيين دولة متماسكة، ويضع حدودًا لسياسة إسرائيل، حسب رأيه.
صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار
وبوساطة مصر وقطر، ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتتهم حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بعدم الرغبة في إنهاء الحرب على غزة، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن تحقق تل أبيب أية مكاسب تحفظ ماء وجهها بعد إخفاقها في تحقيق ما أعلنته من أهداف لهذه الحرب.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".
قبل أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحًا جديدًا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلًا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدًا أنه "يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".
فيما قالت حماس إنها ستتعامل مع المقترح بـ"إيجابية" رغم تأكيدها أنه ليس "جديدًا" كما روج بايدن، وإنما "اعتراضًا" إسرائيليًا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.
وفي 10 يونيو/ حزيران الجاري، تبنّى مجلس الأمن مشروع قرار أميركي لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتًا وامتناع روسيا عن التصويت.