أقدمت ناشطة مؤيدة للقضية الفلسطينية في جامعة كامبريدج يوم أمس الجمعة، على تمزيق صورة لوزير الخارجية البريطاني الراحل آرثر بلفور، والذي اشتهر بالوقوف خلف "وعد بلفور" الذي منحت بريطانيا بموجبه "الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين" عام 1917.
وأظهر مقطع مصور نشرته مجموعة "العمل الفلسطيني" الاحتجاجية على وسائل التواصل الاجتماعي امرأة ترش طلاء أحمر على الصورة قبل أن تمزقها بسكين، في أحدث موجة من الاحتجاجات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل يومه الـ155، مخلفًا آلاف الشهداء الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأصبح ما يعرف بـ"وعد بلفور" الذي صدر يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917، فاتحة عصيبة ومأساوية في تاريخ فلسطين والعالم العربي، ويعيش بسببه الفلسطينيون صراعًا معقدًا منذ أكثر من 100 عام.
وجاء في وعد بلفور أن لندن "ستنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" وأنها ستعمل على تحقيق ذلك دون المساس "بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة".
بداية تطهير عرقي
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها دولة كبرى عن دعمها لإقامة وطن لليهود وأعطت دفعة للحركة الصهيونية المتنامية عالميًا آنذاك، وشكلت ما أصبح حكم "الانتداب" البريطاني المؤقت لفلسطين بداية من عام 1918، والذي أنتهى عام 1948 بإعلان إسرائيل قيام دولتها على وقع مجازر دموية بحق الفلسطينيين، نفذتها عصابات مسلحة يهودية، وأجبرت نحو 750 ألف فلسطيني على ترك منازلهم.
ويطالب الفلسطينيون منذ فترة طويلة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور الذي جاء في 67 كلمة، قال عنها الكاتب والمؤرخ السياسي جيمس يار لـ"العربي" في وقت سابق، إنه قد تم إنتقاؤها "بعناية" بحيث لم يكن هناك شيء سري إذ نصّت على دعم بريطانيا لتأسيس كيان يهودي ولم تذكر أبدًا كلمة دولة.
وقالت منظمة العمل الفلسطيني في تعليق مصاحب للمقطع المصور: "لقد بدأ إعلان بلفور التطهير العرقي لفلسطين من خلال الوعد بأرض تقع في منطقة بعيدة، وهو ما لم يكن للبريطانيين الحق في القيام به على الإطلاق".
موقف بريطانيا
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، قد دعا الأسبوع الماضي إلى تشديد السيطرة على الاحتجاجات، بسبب ما اعتبره "زيادة خطاب الكراهية"، إذ تزعم حكومته وجود سلوك تهديدي من قبل بعض المشاركين في موجة الاحتجاجات التي تندد بجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وقال سوناك إن الناس لهم الحق في الاحتجاج، لكن لا يمكنهم استخدام دعمهم للفلسطينيين في غزة لتبرير مساندتهم لحركة حماس التي تصنفها بريطانيا "جماعة إرهابية".
يذكر أنه بعد عام من رسالة " بلفور"، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتهما على "الوعد" قبل أن يتبع ذلك موافقة أميركية رسمية عام 1919، لحقتها موافقة يابانية في العام نفسه.