تظاهر آلاف الجمعة في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، إحياء للذكرى السادسة للتدخل العسكري السعودي في البلاد، وسط استمرار التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية لحل النزاع.
وفي 26 مارس/ آذار 2015، أطلق تحالف عسكري بقيادة الرياض عملية "عاصفة الحزم" في اليمن لدعم الحكومة في مواجهة تقدّم الحوثيين بدعم من خصم الرياض الكبير، إيران.
العاصمة صنعاء تحتشد في اليوم الوطني للصمودhttps://t.co/w8ayfc1m7E pic.twitter.com/k8WFfDy5go
— وكالة الأنباء اليمنية - سبأ (@SabaNewsye) March 26, 2021
وقبل أشهر من ذلك، في سبتمبر/ أيلول 2014، سيطر المتمردون على صنعاء. ومذّاك، بسطوا سيطرتهم على معظم مناطق الشمال باستثناء مأرب الغنية بالنفط، والتي يحاولون انتزاعها منذ فبراير/ شباط الماضي.
وقال المسؤول الحوثي ضيف الله الشامي، "ست سنوات من الحرب أوضحت فشلهم"، بينما كان محاطاً بالمتظاهرين الذي رددوا شعارات مناهضة للسعودية والولايات المتحدة وإسرائيل.
وتزامنت ذكرى التدخل السعودي مع تسجيل اعتداءات جديدة على المملكة المجاورة. وتسبب مقذوف أطلق مساء الخميس باتجاه محطة لتوزيع المنتجات البترولية في جازان، بنشوب حريق في أحد خزّانات المحطة.
وقالت وزارة الدفاع السعودية في بيان إنّ "الاعتداء التخريبي ومحاولة استهداف المدنيين تأكيد لرفض الميليشيا الحوثية الإرهابية لمبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية".
#وزارة_الدفاع:الاعتداء التخريبي على محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان ومحاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية تأكيد لرفض المليشيا الحوثية الإرهابية لمبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية وتأكيداً للوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للمليشياhttps://t.co/PPUYwX6gIS pic.twitter.com/d7lRjIzYhf
— وزارة الدفاع 🇸🇦 (@modgovksa) March 26, 2021
وجاء الهجوم بعدما كانت السعودية اقترحت الإثنين وقفاً "شاملاً" لإطلاق النار لإنهاء النزاع المدمّر في اليمن، في مبادرة رفضها الحوثيون على الفور معتبرين أنها "غير جادة ولا جديد فيها". ويكرر المتمردون مطالبة السعودية برفع حصارها الجوي والبحري الذي تفرضه على اليمن.
ضغط دولي
وقال ضيف الله الشامي "إذا كانوا حريصين على السلام فلا حاجة إلى مبادرة، إذ يجب إيقاف العدوان على شعبنا اليمني وفك الحصار عنه".
وتأتي المبادرة السعودية في ظل ضغط دولي تقوده الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوصل إلى حلّ سياسي في اليمن.
وكانت واشنطن أعلنت إنهاء دعمها للتدخل السعودي، ولكنّها شددت على أنّها ستقف إلى جانبها في مواجهة اعتداءات الحوثيين.
ودانت الولايات المتحدة الاعتداء على جازان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إنّ "أفعال الحوثيين تعد استفزازًا واضحا يهدف لإطالة أمد الأزمة".
والجمعة، التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث القيادي في جماعة "أنصار الله" محمد عبد السلام في مسقط بسلطنة عمان.
وقال بيان لمكتب غريفيث "ناقشا الحاجة الملحّة للاتفاق على فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على موانئ الحديدة، والدخول في وقف إطلاق نار في كافة أنحاء البلاد، واستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة تمهيداً للتوصّل إلى سلام مستدام".
ست سنوات من الجوع
وتعدّ الحديدة في جنوب غرب البلاد والواقعة تحت سيطرة المتمردين، نقطة عبور مهمة لإيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها ثلثا السكان. وأودى النزاع اليمني منذ ست سنوات بحياة عشرات الآلاف حسب منظمات دولية غير حكومية، إضافة إلى ملايين النازحين الذين يعيشون في مخيمات موقتة مهددة باستمرار بالأوبئة والأعمال القتالية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على تويتر "ست سنوات من الجوع والنزوح والدمار والبؤس وزهق الأرواح. اليمن بحاجة ماسة إلى السلام وقد حان الوقت لكي يتحرك الجميع"، مرفقاً ذلك بوسم #اليمن_لا_ينتظر.
وبينما يعاني اليمنيون بالفعل من الجوع، أصبح خطر المجاعة على نطاق واسع حقيقيًا بشكل متزايد بسبب تصاعد العنف ونقص التمويل للمساعدات الدولية.
بالنسبة لعام 2021، جمعت الأمم المتحدة 1,7 مليار دولار فقط من أصل 3.85 مليار كان يؤمل الحصول عليها.
