الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

تعالج التلوث البلاستيكي.. كيف تعمل دودة الشمع على حماية البيئة؟

تعالج التلوث البلاستيكي.. كيف تعمل دودة الشمع على حماية البيئة؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على دودة الشمع ودورها في معالجة التلوث البلاستيكي (الصورة: وسائل التواصل)
اكتشفت الباحثة الإسبانية فيديريكا بيرتوتشيني أن يرقات العثة المعروفة باسم "دودة الشمع"، تحب قضم البلاستيك وهي قادرة على إذابة مادة "البولي إيثيلين" بسرعة.

قد تكون بعض الديدان الحل لتقليل من التلوث البلاستيكي، فقد اكتشف العلماء الإسبان أن بعض أنواع الديدان قادرة على أن تحلل منتج "البولي إيثيلين" بسرعة، وهو الأمر الذي قد يستغرق بالعادة مئات السنين.

ويؤكد باحثون أن هذا النوع من الديدان المسماة بدودة الشمع يمكن أن يكون جزءًا من حل مشكلة تراكم النفايات البلاستيكية.

إذابة البلاستيك باللعاب

فعام 2017، اكتشفت الباحثة الإسبانية فيديريكا بيرتوتشيني أن يرقات العثة المعروفة باسم "دودة الشمع"، تحب قضم البلاستيك وهي قادرة على إذابة مادة "البولي إيثيلين" بسرعة.

وتوضح بيرتوتشيني أن يرقات العثة يمكنها تحليل البولي إيثيلين، وهو أحد أكثر أنواع البلاستيك مقاومة حتى الآن، مشيرة إلى أنها اكتشف أنزيمين في لعاب الدودة يمكنها أكسدة وتفكيك البولي إيثيلين لإنتاج جزئيات أصغر.

ويمكن لبعض الحشرات والبكتيريا والكائنات الدقيقة أن تذيب المواد البلاستيكية المقاومة مثل البولي إيثيلين، لكن بيرتوتشيني وزملاءها لاحظوا أن يرقات العثة يمكن أن تذيب المادة في غضون ساعات قليلة دون معالجة مسبقة.

فالخطوة الأولى لتحلل البلاستيك هي الشروع في عملية الأكسدة، والتي تستغرق عدة سنوات في الطبيعة، لكن لعاب اليرقات، يضم أنزيمين يقومان بتسريع هذه العملية، بدلًا من حرق النفايات والإضرار بالبيئة.

في غضون ذلك، تضاعف استهلاك البلاستيك أربع مرات خلال 30 عامًا الماضية، ولا يعاد تدوير سوى 9% من النفايات البلاستيكية، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

لذلك، يأمل علماء مع هذا الكم من البلاستيك في إجراء مزيد من الأبحاث لفهم كيفية عمل اليرقات وتوسيع نطاق العملية وإنتاج مزيد من الأنزيمات للتطبيق على نطاق واسع.

خطوة كبيرة

وفي هذا الإطار، يشرح المتخصص في علم الأحياء سميح جابر أن هذا الاكتشاف يعد خطوة كبيرة في مجال التمكن من معالجة النفايات البلاستيكية، مشيرًا إلى أن دودة الشمع معروفة لدى مربي النحل وهي تأكل مادة الشمع التي يضع فيها العسل.

وفي حديث لـ"العربي" من بيروت، يلفت جابر إلى أن العالمة الإسبانية بيرتوتشيني اكتشفت هذه العملية عن طريق الصدفة، مشيرًا إلى أن بيرتوتشيني كانت تنشط كهاوية لتربية النحل، حيث جمعت الديدان الموجودة في قفير النحل الخاص بها، ووضعتها في كيس بلاستيكي ونسيت أمرها. وفي وقت لاحق، اكتشفت أن اليرقات بدأت بإحداث ثقوب في كيس البلاستيك.

ويوضح أن الدودة تعمل على تحليل البلاستيك عبر الأنزيمات وليس القضم، مشيرًا إلى أنه في حال أنتج كمية كبيرة من الأنزيمات، فسيجد العلماء حلًا لمشكلة كبيرة تواجه العالم.

ويتابع جابر أن الأنزيمات الموجودة لدى دودة الشمع تعمل على تفكيك الروابط الكيميائية في مادة "البولي إيثيلين" وتحويله إلى مركب غير ضار وصديق للبيئة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close