الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تعددية سياسية وتنافس حر.. هل تلهم الديمقراطية التركية الدول العربية؟

تعددية سياسية وتنافس حر.. هل تلهم الديمقراطية التركية الدول العربية؟

شارك القصة

ناقش "للخبر بقية" أسباب النجاح المتواصل للانتخابات التركية، ودورها في ترسيخ أسس العمل الديمقراطي في البلاد (الصورة: غيتي)
هل تلهم التجربة الديمقراطية في تركيا دولًا أخرى في المنطقة، وما هي أبرز المعوّقات التي تحول دون وصول تركيا للنموذج الديمقراطي المثالي؟

بسلاسة وشفافية ونزاهة، وبنسب مشاركة مرتفعة، جرت الانتخابات التركية على مرأى ومسمع من العالم، لتُفرز فعلًا لا قولًا، مَن اختارتهم أغلبية الشعب لقيادتها في البرلمان والرئاسة.

اشتكت المعارضة مما اعتبرته "ظلمًا" في هذه الجولة، لكنّها لم تُشكّك في صحة العملية الانتخابية أو نزاهتها.

غربيًا، كان الحال مشابهًا في الموقف من الانتخابات، بل إنّ التهاني لحزب "العدالة والتنمية" و"تحالف الجمهور" بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تقاطرت من دول عربية وأخرى غربية، من بينها دول ترفض بشدة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، بسبب ما تصفه بـ"سجل البلاد في الديمقراطية وحقوق الإنسان".

تُحافظ تركيا على التقاليد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات، رغم الانقسام المجتمعي، وفي ظل ارتفاع غير مسبوق في حدة التجاذبات السياسية.

ورغم تراجعه من حيث الأرقام، بوصفه مؤشرًا على محاسبة شعبية، يُواصل حزب "العدالة والتنمية" تحقيق الفوز بالانتخابات ونجاحه في تشكيل حكومات متتالية تواجه بفترة جديدة تمتد لخمس سنوات.

لم تصل تركيا، في المقابل، إلى النموذج المثالي للديمقراطية. إلا أنّ مبدأ تداول السلطة عبر الانتخابات متّفق عليه داخليًا، كما هو الاتفاق على رفض الانقلابات العسكرية طريقًا إلى الوصول للحكم.

فالتجربة الديمقراطية التركية تستحق الاحترام والتقدير، بل والدراسة والتأمل، لا سيما عند قياسها بتجربة كثير من دول العالم العربي.

فما هي أسباب النجاح المتواصل للانتخابات التركية، وما هو دورها في ترسيخ أسس العمل الديمقراطي في البلاد؟ وهل تلهم هذه التجربة الديمقراطية دولًا أخرى في المنطقة؟

"تركيا قدّمت للغرب درسًا مهمًا في الديمقراطية"

في هذا السياق، أوضح رجب سيار، عضو حزب "العدالة والتنمية"، أنّ تجربة تركيا في الديمقراطية السياسية كبيرة جدًا، خاصة في هذه الانتخابات التي لم تشبها أي شائبة ديمقراطية.

وقال سيار، في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: إنّ الشعب التركي قدّم للشعوب الغربية درسًا مهمًا في الديمقراطية.

"التجربة الديمقرطية التركية نضجت بسرعة"

بدوره، شرح الدكتور مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنّ اهتمام الرأي العام العربي بالانتخابات التركية ينبع من أهمية تركيا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وموقعها الجغرافي الإقليمي.

وقال قبلان، في حديث إلى "العربي" من لوسيل، إنّ المقارنة بين تركيا ودول العالم العربي في مجال الانتخابات مغر جدًا، حيث توجد اختلافات وتماثلات بين هذه التجربة التركية والتجارب العربية، وهو ما ساعد أنقرة على إنضاج تجربتها الديمقراطية.

ورأى أنّ قرب تركيا من الغرب، وعضويتها في حلف الناتو، وتطلّعها إلى أنّ تكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي، خدم أنقرة كثيرًا.

وأشار إلى أنّ النخب التركية، من الحزب الحاكم والمعارضة، رفضت أن يكون للجيش دور في السياسة، على عكس نخب الدول العربية التي استعانت بالجيش ضد بعضها البعض، أو بقوى خارجية وهو ما حوّل المعارك السياسية إلى حروب أهلية.

الانتخابات التركية قدّمت درسًا بليغًا قد يتعلّم منها العالم العربي

من جهته، اعتبر الدكتور مهدي مبروك، وزير الثقافة التونسي السابق، أنّ الانتخابات التركية ليست مثالية لكنّها يُمكن أن تكون درسًا بليغًا قد يتعلّم منه العالم العربي إذا وُجدت الرغبة بذلك.

وشدّد مبروك، في حديث إلى "العربي" من تونس، على أهمية استبعاد الجيش نهائيًا من الحياة السياسية.

ورأى أنّ الثقافة السياسية في العالم العربي تستحضر الوسم الأيديولوجي، ناهيك عن الاستبداد الذي ينهش النخب السياسية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close