يشهد المغرب أزمة جفاف متصاعدة، حيث يؤثر شح المياه في البلاد على حصة أكثر من مليونين ونصف المليون من المواطنين.
وقد دفع هذا الواقع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عديدة خلال السنوات الماضية، لكنها لم تحل الأزمة تمامًا.
وبدا ذلك واضحًا في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي حذر من الجفاف وطالب الجميع بالعمل لتدارك المخاطر.
وقال في خطاب افتتاح أعمال البرلمان، إن بلاده تمر بفترة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة منذ نحو 3 عقود، داعيًا إلى ضرورة النأي بموضوع الماء عن أي مزايدات سياسية.
كما دعا إلى ترشيد استخدام المياه النظيفة وعدم استخدامها في الري ومجالات أخرى، كاشفًا عن تشييد 50 سدًا، والعمل على 20 أخرى لتوفير المياه اللازمة للبلاد.
تضرر قطاعات عدة
وأقرّت الحكومة المغربية سابقًا برنامجًا لتوفير المياه بين عامَي 2020 و2027 باستثمارات وصلت إلى 115 مليار درهم مغربي، أي ما يعادل 12 مليار دولار أميركي.
وفي الشهر الماضي، قُدر العجز المسجل في مخزون مياه السدود بنحو 89% مقارنة مع المعدل السنوي، بسبب ندرة مياه الأمطار التي سجلت أدنى مستوياتها العام الماضي منذ 4 عقود.
وتتضرر قطاعات عدّة من شح المياه في المغرب، أبرزها قطاع الزراعة الذي يشكل حوالي 14% من الناتج الداخلي الخام ويُعد عنصرًا أساسيًا في الصادرات.
وكان إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر قد أثّر على اقتصاد المناطق الشرقية، لا سيما مدينة وجدة الحدودية.
فقد تضررت المحال التجارية، التي يعتمد معظمها على التبادل التجاري بين البلدين، ما أدى إلى تراجع المبيعات وارتفاع معدلات البطالة.
وقد أطلقت السلطات المحلية خططًا بملايين الدولارات؛ تهدف إلى تأهيل المناطق الحدودية ودعم إنشاء المشروعات الخاصة وتعزيز الزراعة فيها.
"طموح يتطلب مجهودًا كبيرًا"
ويلفت محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات المؤسساتية، إلى أن الماء مورد لا بديل عنه، وبالتالي ينبغي أن يكون هذه الموضوع اختصاصًا للجميع على المستوى الوطني والقُطري، وأيضًا من اهتمام مختلف الفاعلين والأطراف الإقليميين والدوليين.
ويتوقف في حديثه إلى "العربي" من الرباط، عند تقرير الأمم المتحدة لسنة 2022 بشأن المتغيّرات المناخية، مشيرًا إلى ما أكده من حيث أن المناخ في 2022 سيكون متقلبًا للغاية.
وعليه، يرى أن "من المفروض الارتقاء بالتعاون من حدوده الدنيا إلى حدود أعلى، بما يمكن أن يسهم في تحقيق مصالح 100 مليون مغاربي أو أزيد، وأيضًا تحقيق التكامل، مذكرًا بوجود الكثير من العناصر المشتركة.
لكنه يعتبر أن هذا الأمر يمكن وصفه في باب الحلم في هذه اللحظة، أو الطموح الذي يتطلب مجهودًا كبيرًا من مختلف الأطراف لتحقيقه.