الأحد 15 Sep / September 2024

تعذيب الأسرى في سدي تيمان.. طبيب إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة

تعذيب الأسرى في سدي تيمان.. طبيب إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة

شارك القصة

تطالب منظمات حقوقية بإقفال معتقل سد تيمان الإسرائيلي
تطالب منظمات حقوقية بإقفال معتقل سد تيمان الإسرائيلي - غيتي
تتوالى الشهادات الصادمة عن معتقل سدي تيمان الإسرائيلي والذي يشهد عمليات تعذيب وتنكيل للأسرى الفلسطينيين على يد جنود الاحتلال لاسيما بعد جريمة اغتصاب أحد الأسرى.

نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، شهادة طبيب عسكري خدم سابقًا في معتقل "سدي تيمان" الصحراوي سيء السمعة، كشف خلالها عن تفاصيل مروعة من التنكيل والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين. 

وتتواصل الشهادات الصادمة حول تعذيب الأسرى الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال في المعتقل الذي فجرت قضية اغتصاب أسير فلسطيني فيه ضجة عالمية في 29 يوليو/ تموز الماضي، إذ تم إيقاف 10 جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عملوا حراسًا في المعتقل بتهمة اغتصاب الأسير.

والثلاثاء، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن المحكمة العسكرية الإسرائيلية قررت إنهاء توقيف 5 جنود من المتهمين بالاعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني من قطاع غزة في المعتقل، وإحالتهم إلى الحبس المنزلي لاستكمال التحقيق معهم.

الأسرة الفولاذية

وفي جديد الشهادات، قال الطبيب الذي لم يكشف اسمه لصحيفة "هآرتس": "وصلت إلى المرفق الطبي في سدي تيمان خلال فصل الشتاء (الماضي). وفي إحدى خيام الاستشفاء لم يكن هناك أكثر من 20 مريضًا، كانوا جميعًا مقيدين بأسرّة فولاذية قديمة، مثل تلك المستخدمة في مستشفياتنا منذ سنوات. وكان الجميع في وعيهم ومعصوبي الأعين طوال الوقت".

وأضاف: "كان هناك مرضى في ظروف مختلفة. وصل بعضهم بعد وقت قصير جدًا من إجراء عملية جراحية كبرى. والعديد منهم كانوا مصابين بطلقات نارية، منهم شخص أصيب برصاصة في منزله في غزة قبل ساعات قليلة فقط".

وتابع: "يعرف كل طبيب أن ما يحتاجه مثل هذا الشخص هو يوم أو يومين في العناية المركزة ثم نقله إلى جناح؛ هناك فقط يبدأ التعافي فعليًا. لكن الشخص أرسل إلى حظيرة في سدي تيمان بعد ساعتين من الجراحة في المستشفى، كانوا يقولون إنه يمكن إطلاق سراحه. أنا أعارض ذلك. مرضى مثل هؤلاء في المستشفيات هم في العناية المركزة. الأمر واضح تمامًا".

عدوى تعفن الدم

وسبق أن تحدثت تقارير عدة عن تعذيب وقتل واعتداءات جنسية وغيرها من الانتهاكات ضد المعتقلين في سدي تيمان الذي تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية بالتماس 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية تطالب بإغلاقه فورًا.

وتابع الطبيب: "كان هناك مريض آخر يعاني عدوى جهازية تعفن الدم. كان في حالة حرجة، وحتى وفقًا للبروتوكول، لم يكن من المفترض أن يكون هناك. من المفترض أن يتم إدخال المرضى المستقرين تمامًا إلى المستشفى في سدي تيمان. لكنه كان هناك وقالوا إنه لا يوجد بديل".

وأشار إلى أنه "بصرف النظر عن حقيقة عدم وجود جراح هناك، وهو أمر لا يمكن تصوره في مكان مثل هذا، كان الفريق الطبي محترفًا للغاية. لقد حاول الجميع حقًا، إذا تجاهلت الحقيقة، في نظري، على الأقل، احتجاز شخص دون السماح له بتحريك أي من أطرافه، معصوب العينين، عاريًا، تحت العلاج، وسط الصحراء في النهاية لا يقل عن التعذيب".

وقال: "هناك طرق لإدارة معاملة سيئة، أو حتى تعذيب شخص، دون سحق السجائر عليه. واحتجازهم على هذا النحو، غير قادرين على الرؤية أو الحركة أو التحدث، لمدة أسبوع، أو 10 أيام، أو شهر لا يقل عن التعذيب. خاصة عندما يكون من الواضح أنه لا يوجد سبب طبي. لماذا تكبل أرجل شخص مصاب بجرح في المعدة منذ يومين؟ أليست الأيدي كافية؟".

أسرى "لا يتحركون"

وأضاف الشاهد: "الحقيقة هي أنه عندما كنت هناك، بدا الأمر كله طبيعيًا لي بطريقة ما، لأن هناك أعذارًا لإرسالهم إلى مستشفى المعتقل، والعمل الطبي يتم في مكان عادي ومألوف، فلا تتواصل معهم حقًا كما لو كانوا بشرًا حقيقيين. من السهل أن تنسى ذلك عندما لا يتحركون ولا يتعين عليك التحدث إليهم. عليك فقط التحقق من إجراء طبي ما تم إجراؤه، وعلى طول الطريق تزيل البعد الإنساني للطب".

وعما إذا كان هناك تفاعل مع المرضى، أجاب: "لا. بالتأكيد لا. لا يُسمح لهم بالتحدث، والمترجمون موجودون فقط للمساعدة عندما يتعلق الأمر بموضوعات طبية بحتة. إنهم (المرضى) لا يعرفون حتى من أنا، سواء كنت جنديًا، أو... لم يروني. ربما سمعوا وشعروا فقط أن شخصًا ما وصل لفحصهم، أو شيء من هذا القبيل".

وأضاف: "لقد أصابني الإحباط الشديد لأنني لم أستطع النظر في أعينهم. هذه ليست الطريقة التي تعلمت بها علاج المرضى، بغض النظر عما فعلوه. والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أنه عندما كنت هناك، يجب أن أعترف، لم أكن حزينًا حتى. بدا الأمر كله سرياليًا لي، على بعد ربع ساعة بالسيارة من بئر السبع".

وتابع: "كل ما تعلمته، طوال السنوات في الجامعة والمستشفيات، كيفية علاج الناس كل هذا موجود، ولكن في بيئة حيث يتم احتجاز 20 شخصًا عراة في خيمة. إنه شيء لا يمكنك تخيله".

وأردف: "بالنظر إلى الوراء، فإن الأمر الأكثر صعوبة لي هو ما شعرت به، أو في الواقع ما لم أشعر به، عندما كنت هناك. يزعجني أن الأمر لم يزعجني، وأنني بطريقة ما نظرت إلى الأشياء ولكن لم أرها، أو بطريقة ما شعرت بالارتياح تجاهها".

لماذا هم مجهولون؟

وأكمل الطبيب: "كيف لم أسأل عن التفاصيل الصغيرة؟ لماذا يغطون أنفسهم بالبطانيات؟ لماذا هم مجهولون؟ لماذا نحن مجهولون؟ كيف يمكن أن يتبولوا ويتبرزوا في حفاضات يمكن التخلص منها؟ لماذا يعطونهم قشة لتناول الطعام مثلًا، لماذا؟".

وتأتي شهادة الطبيب الإسرائيلي، تزامنًا مع شهادة لجنود في جيش الاحتلال بالصحيفة نفسه، قالوا خلالها إنه لا يسمح للأسرى بالوقوف وعليهم الجلوس دون النظر أو التحدث وإلا يعاقبون، وأكدوا أن عمليات التعذيب جرت في مكان بعيد ومخفي. 

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ بداية عدوانه على غزة اعتقل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وسط تقارير تؤكد تعرضهم للتعذيب والتنكيل ومن بينها الاعتداءات الجنسية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close