أكدت روسيا، اليوم الجمعة، أن ألمانيا تقوم بزعزعة الأمن الأوروبي عبر "إعادة التسلُّح"، في الوقت الذي تتحرك فيه برلين لتعزيز إنفاقها العسكري ردًا على اجتياحها لأوكرانيا.
وكشف المستشار أولاف شولتس، في تصريحات نشرتها صحف ألمانية هذا الأسبوع، أن برلين ستمتلك قريبًا أكبر جيش تقليدي بين جميع أعضاء حلف الأطلسي الأوروبيين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "ننظر إلى بيان المستشار الألماني على أنه تأكيد آخر على أن برلين حددت مسارًا للإسراع بإعادة تسليح البلاد. ما النهاية التي يؤدي إليها هذا؟ إنها للأسف معروفة جيدًا من دروس التاريخ".
ويبدو هذا تلميحًا إلى إعادة تسلّح ألمانيا خلال حكم النازيين في الثلاثينيات والتي أعقبها إطلاق زعيمها أدولف هتلر الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
زيادة الإنفاق الدفاعي
وتعهد شولتس في فبراير/ شباط بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير وضخ 100 مليار يورو (107.39 مليار دولار) في القوات المسلحة الألمانية، في تحول كبير في السياسة العسكرية. وكان من المتوقع أن يصوت المشرعون على خطة الإنفاق اليوم الجمعة.
وسيتم استخدام الأموال على مدى عدة سنوات لزيادة ميزانية الدفاع العادية لألمانيا بنحو 50 مليار يورو وتمكين البلاد من تحقيق هدف حلف الأطلسي المتمثل في إنفاق 2% من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع كل عام.
وانتقدت روسيا بشدة هذه الخطوة، التي أعلنت عنها برلين بعد مرور أيام قليلة على الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا.
وأضافت زاخاروفا: "في الوقت الذي يتعين فيه البحث عن سبل للحد من التهديدات المشتركة، تسلك ألمانيا، على النقيض من ذلك، سبيل التصعيد العسكري والسياسي في القارة الأوروبية، بتوجيه عشرات المليارات من اليورو لزيادة تكديس الأسلحة".
ويعد تخصيص 100 مليار يورو للجيش الوطني بمثابة تغيّر كبير في توجه ألمانيا التي كانت في السنوات الأخيرة تتباطأ في الامتثال لالتزامات حلف شمال الأطلسي في هذا المجال، ما أثار مرارًا غضب الولايات المتحدة.