أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مرة أخرى أن الحلف لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه حذّر الغرب من أن عليه الاستعداد لـ"حرب استنزاف طويلة المدى" في أوكرانيا، متحدثًا في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس.
ويزور ستولتنبرغ العاصمة الأميركية للتحضير لقمة حلف شمال الأطلسي المقررة بين 28 و30 يونيو/ حزيران الجاري في مدريد، وأبدى عزمه على تحقيق نتائج بحلول هذا الموعد.
"حرب استنزاف"
وقال ستولتنبرغ للصحافيين: "علينا أن نستعد على المدى البعيد. لأن ما نراه أن هذه الحرب باتت حرب استنزاف". وأشار إلى "مسؤولية" الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا.
وقال إن "غالبية الحروب، وهذه الحرب بالتأكيد، تنتهي يومًا ما من خلال مفاوضات، لكن ما نعرفه أن ما يجري على طاولة المفاوضات على ارتباط وثيق بالوضع على الأرض، في ساحة المعركة".
وحول احتمال ممارسة الغربيين ضغطًا على أوكرانيا لحملها على القبول بتقديم تنازلات عن أراضٍ من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، قال ستولتنبرغ: "لا يعود الينا نحن أن يكون لنا رأي في ما يجدر بأوكرانيا القبول به أم لا".
وأبدى تأييده لمبادرات تقوم بها دول حليفة للناتو بالتنسيق مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد طرق جديدة للتصدير برًا أو عبر البحر، معتبرًا أن "أبسط وسيلة لإخراج مزيد من الحبوب وخفض الضغط على أسعار المواد الغذائية هو أن يضع الرئيس بوتين حدًا للحرب".
20% من أراضي أوكرانيا بيد موسكو
وقد سيطرت القوات الروسية منذ بداية الهجوم على أوكرانيا على مناطق في جنوب البلاد أبرزها خيرسون وقسم من زابوريجيا، وتقدمت بوتيرة بطيئة في دونباس مع سيطرتها خصوصًا على مدينة ماريوبول.
وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة مصورة أمام برلمان لوكسمبورغ اليوم الخميس، أن روسيا تحتل حاليًا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا.
وتركّز روسيا معاركها في شرق أوكرانيا بينما تواصل القوات الأوكرانية تقدّمها في إقليم دونباس، وقد اقتربت من بسط سيطرتها الكاملة على إقليم لوغانسك، بعد دخولها سيفيرودونتسك التي باتت معظمها تحت السيطرة.
وقد دفع إعلان الولايات المتحدة الأميركية إرسال حزمة مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف بقيمة 700 مليون دولار تتضمن أنظمة صاروخية بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالقول إن إمداد أوكرانيا بقاذفات صواريخ متطورة من قبل واشنطن يزيد من مخاطر انجرار دولة ثالثة إلى الحرب.
