السبت 7 Sep / September 2024

تعهدات بأكثر من 8 مليارات دولار.. الأمم المتحدة تدعو إلى مساعدة باكستان

تعهدات بأكثر من 8 مليارات دولار.. الأمم المتحدة تدعو إلى مساعدة باكستان

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول اجتماع المانحين في جنيف لدعم باكستان عقب الفيضانات المدمرة (الصورة: غيتي)
يمثل اجتماع جنيف لدعم باكستان للخروج من تداعيات الفيضانات اختبارًا فعليًا لقضية التكفل بثمن الكوارث المناخية.

أعلنت وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب اليوم الإثنين أنّ بلادها تلقت تعهدات مالية مجموعها 8.57 مليارات دولار لمساعدتها على التعافي من أثر الفيضانات، وذلك في مؤتمر جنيف للمانحين.

وقالت الوزيرة الباكستانية على تويتر، إنّ التعهدات الدولية بلغت 8.57 مليارات دولار، مضيفة أنّ من بين المانحين، البنك الإسلامي للتنمية الذي تعهد بتقديم 4.2 مليارات دولار والبنك الدولي الذي تعهد بتقديم ملياري دولار والبنك الآسيوي للتنمية الذي تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي والصين وفرنسا والولايات المتحدة.

"استثمارات ضخمة"

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا خلال المؤتمر إلى تقديم دعم ضخم للمساعدة في جهود بقيمة 16 مليار دولار لإعادة إعمار هذا البلد، الذي قال إنه كان ضحية لفوضى المناخ وللنظام المالي العالمي.

وقال غوتيريش في افتتاحية مؤتمر المانحين بجنيف: "يجب أن تكون جهودنا واستثماراتنا الضخمة على قدر الاستجابة البطولية لشعب باكستان لدعم مجتمعاتهم المحلية في المستقبل"، واصفًا الفيضانات بأنها "كارثة مناخية على نطاق هائل".

وأضاف الأمين الأممي: "كانت باكستان ضحية مرتين إحداهما لفوضى المناخ والأخرى لنظام مالي عالمي مفلس أخلاقيًا"، داعيًا إلى إيجاد سبل مبتكر تحصل بموجبها الدول النامية على تمويل وتخفيف للدين.

اختبار فعلي للدعم

ويجتمع مسؤولون من قرابة 40 دولة ومانحون ومؤسسات مالية دولية في جنيف، إذ تطلب إسلام آباد الحصول على الدعم في مسعى يُتوقع أن يمثل اختبارًا فعليًا لقضية التكفل بثمن الكوارث المناخية.

وتسببت فيضانات العام الماضي، التي وقعت نتيجة أمطار موسمية قياسية وذوبان كتل جليدية، في مقتل 1700 شخص على الأقل وتشريد نحو ثمانية ملايين شخص. وما زالت المياه تنحسر.

والتمويل الإضافي ضروري لباكستان وسط مخاوف متزايدة حيال قدرتها على شراء واردات مثل الطاقة والأغذية وتلبية التزامات الدين السيادي بالخارج. وسيجتمع وزير مالية باكستان بوفد صندوق النقد الدولي على هامش اجتماع جنيف.

بدوره، دعا رئيس وزراء باكستان شهباز شريف إلى ائتلاف جديد "للراغبين"، قائلًا: إن البلاد بحاجة إلى ثمانية مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وستوفر إسلام آباد بقية الأموال.

وطلب شريف أمام الاجتماع، ما سماه شريان حياة جديد لشعب بحاجة إلى دفع اقتصاده وإعادة دخول القرن الواحد والعشرين بمستقبل يحظى بالحماية من مثل هذه المخاطر المتطرفة للأمن البشري، وفق قوله.

من مشاهد الدمار في بيوت الطين ببلوخستان - غيتي
من مشاهد الدمار في بيوت الطين ببلوخستان - غيتي

لكن لا تزال هناك أسئلة صعبة حول مصدر بقية التمويل، إذ تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نسبة تمويل مرحلة الطوارئ الأولية للاستجابة للكوارث لم تصل للنصف.

وكانت باكستان في طليعة الجهود التي أدت إلى إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" لتغطية الدمار الناجم عن الطقس في مؤتمر "كوب 27"، الذي استضافته مصر العام الماضي، لكن لم يتضح بعد ما إن كانت إسلام آباد مؤهلة للاستفادة منه.

وفي رسالة مصورة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن باريس مستعدة لدعم باكستان في محادثات مع المقرضين وتعهد بتقديم مساعدات إضافية بقيمة عشرة ملايين دولار.

وفي هذا السياق، أشار أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن المرحلة المقبلة من الاستجابة لفيضانات باكستان تمثل "ساعة حساب فارقة للعالم بأسره".

اختبار لمؤشر الاستجابة

وقال مراسل "العربي" من جنيف نبيل أبي صعب، إن فرنسا ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرًا لإعادة تقويم سبل تمويل الدول في الجنوب في التغيرات المناخية.

وأضاف المراسل، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر عن استمرار دعم بلاده لباكستان في أزمتها هذه، مشيرًا إلى سفن الإغاثة التي أرسلتها أنقرة فور وقوع الكارثة.

ولفت المراسل، إلى الحضور الكثيف لأعضاء الحكومة الباكستانية إلى جنيف حيث يشاركون في جلسات جانبية مع هيئات دولية أخرى، ولا سيما أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن تقديمه نصف مليار يورو كمساعدة لباكستان.

وخلص المراسل، إلى أن "حجم الاستجابة لدعوة الأمين الأممي، خلال لقاءات اليوم من قبل مختلف الدول المشاركة في المؤتمر، سيعطي مؤشرًا على التزام العالم بدعم الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
تغطية خاصة
Close