كشفت مجلة "ايكونوميست" البريطانية أن الطائرات الروسية تبنّت في الحرب على أوكرانيا تكتيكًا غير معتاد لإطلاق صواريخ غير موجّهة، بدلًا من إطلاقها على هدفها بشكل مباشر أثناء تحليقها.
ووصفت المجلة هذه الإستراتيجية بـ"الخرقاء"، ورغم أن لها بعض المزايا إلا أنها تُشير إلى الافتقار إلى الأسلحة الحديثة من كلا الجانبين.
"الارتقاء والضرب"
وأوضحت المجلة أن هذه الإستراتيجية تُعرف باسم "الارتقاء" و "الضرب"، ويميل فيها الطيارون إلى التحليق على ارتفاع منخفض قبل إطلاق مجموعة كاملة من الصواريخ بشكل حاد إلى الأعلى، ثمّ الانحراف بالطائرة بعيدًا.
وأوضحت أن القوات المسلّحة الأميركية طوّرت هذه الإستراتيجية في الأربعينيات. وبهدف إيصال قنبلة ذرية من دون الاضطرار إلى التحليق مباشرة فوق هدفها، تقوم الطائرة بتسلّق شديد الانحدار قبل إطلاق قنبلة على مسار تصاعدي. ثم تنحرف الطائرة بشكل حاد بينما تستمرّ القنبلة بالهبوط على هدفها، محقّقة أقصى مدى من دون أن تصطاد الدفاعات الجوية الطائرة.
وأشارت إلى أن الإسرائيليين استخدموا هذه التقنية في حرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973، للابتعاد عن أنظمة صواريخ أرض-جو المصرية والسورية.
واليوم، تستخدم القوات الجوية الروسية والأوكرانية هذه التقنية لتأثير مماثل، وهي مزوّدة بصواريخ يبلغ مداها 4 كيلومترات تمّ تطويرها في السبعينيات، ويتمّ إطلاقها بهذه الطريقة في محاولة لأن يكون مداها أبعد من ذلك.
وصمّمت رؤوس الصواريخ الحربية التي تُطلقها هذه الطائرات لإحداث تأثير مضاعف، مما يسمح باختراق المركبات المدرعة.
وأكدت المجلة أن هذه التقنية غالبًا ما تأتي على حساب الدقة، حيث يمكن للصواريخ التي يتمّ إطلاقها في أزواج أن تستهدف هدفًا محددًا، ولكن الإطلاق الكامل خلال انطلاق الطائرة للأعلى يُطلق صواريخ في الاتجاه العام للعدو، لكن بشكل عشوائي.
وشدّدت على أن استمرار روسيا وأوكرانيا في استخدام هذه الصواريخ غير الموجّهة يظهر مدى ضعف تجهيز قواتهما الجوية.
وعلى سبيل المثال، فإن المروحية أباتشي "أيه أتش-64" الأميركية، تحمل عادة 16 صاروخًا من نوع "هيلفاير" موجهًا بالليزر يصل مدى كل منها إلى 11 كيلومترًا.
على الرغم من أن روسيا وأوكرانيا لديهما بعض الصواريخ الموجّهة جو- أرض المشابهة، مثل "فوررتكس"، يبدو أنهما تعانيان من نقص في مخزونهما منها.