الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

معارك مستمرة شرقًا.. هل تؤثر الأسلحة الألمانية لأوكرانيا على مجرياتها؟

معارك مستمرة شرقًا.. هل تؤثر الأسلحة الألمانية لأوكرانيا على مجرياتها؟

شارك القصة

يوضح المحلل السياسي وليد الشيخ أن الحرب الحقيقية في أوكرانيا هي في شرقي البلاد لكن ربما تكون هناك صفقة سياسية للحل (الصورة: رويترز)
يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ 119. وفي بعض من أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أحرزت روسيا تقدمًا بطيئا في دونباس منذ أبريل.

تتواصل المعارك شرقي أوكرانيا لليوم الـ 119 على بدء الهجوم الروسي، حيث يصادف اليوم الأربعاء ذكرى غزو زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر للاتحاد السوفيتي عام 1941.

وكانت كفة القتال في الحرب المستمرة منذ أشهر، قد مالت لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.

وقال: "يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوغانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقًا أصعب بقعة. المحتلون يضغطون بقوة أيضًا في اتجاه دونيتسك".

"لا نتوانى ليوم واحد"

وتُعرف مقاطعتا لوغانسك ودونيتسك معًا باسم منطقة دونباس، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ العام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وقال زيلينسكي: "وبالقدر نفسه من الفعالية التي نناضل بها من أجل اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا إيجابيًا بشأن حصول أوكرانيا على وضع مرشح، فإننا نكافح أيضًا كل يوم من أجل أسلحة حديثة لبلدنا. نحن لا نتوانى ليوم واحد". وحثّ الدول الداعمة لبلاده على تسريع تسليم السلاح.

وفي قرار رمزي، أفاد دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بأن من المقرر أن تصبح أوكرانيا مرشحًا رسميًا لعضوية الاتحاد الأوروبي غدًا الخميس، على ما نقلته وكالة "رويترز".

ويرى محللون عسكريون أن فشل روسيا في تحقيق تقدم كبير حتى الآن منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط؛ يعني أن الوقت في صالح الأوكرانيين.

وكتب اللفتنانت جنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلنغ، القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا على تويتر، يقول: "إنها مباراة ملاكمة في الوزن الثقيل. فخلال قتال على مدى شهرين، لم يسقط طرف بالضربة القاضية حتى الآن. ستأتي (الضربة القاضية)، مع زيادة استنزاف القوات الروسية".

"يوم الذكرى والحزن"

ويعد الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران يومًا هامًا في روسيا، فهو "يوم الذكرى والحزن"، الذي يصادف غزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة هتلر الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية. وتحييه أيضًا أوكرانيا وبيلاروسيا، اللتين كانتا آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفيتي. 

واستمرت الحرب هناك 1418 يومًا من 22 يونيو 1941، ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفيتي لقوا حتفهم.

ومن المقرر أن يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أطلق ما يسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا لاجتثاث النازيين، باقة من الزهور تأبينًا للقتلى.

وإحياء لذكرى الغزو، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية؛ وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفيتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "مثلما يحدث حاليًا، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات من أجل تشويه سمعة دولتنا".

تقدم روسي شرقي أوكرانيا

وأحرزت القوات الروسية والانفصاليون في شرق أوكرانيا مزيدًا من التقدم أمس الثلاثاء، إذ تقدموا صوب مدينة ليسيتشانسك، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في دونباس.

وفي بعض من أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أحرزت روسيا تقدمًا بطيئا في دونباس منذ أبريل/ نيسان في صراع أودى بحياة آلاف الجنود من الجانبين.

ووقعت معارك على ضفتَي نهر سيفرسكي دونيتس، الذي يمر عبر دونباس، حيث توجد القوات الروسية بشكل أساسي على الضفة الشرقية والقوات الأوكرانية في الغرب بشكل أساسي.

لكن ورد أن قوات أوكرانية - وما يقدر بنحو 500 مدني - ما زالوا محتجزين في مصنع كيماويات في مدينة سيفيرودونتسك على الضفة الشرقية، على الرغم من القصف العنيف المستمر منذ أسابيع.

وأكد حاكم مقاطعة لوغانسك سيرهي جايداي أن توشكيفكا، وهي تجمع سكني على الضفة الغربية إلى الجنوب، أصبحت الآن تحت سيطرة القوات الروسية.

وقال أوليسكي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي: إن القوات الروسية استولت أيضًا على قرية ميتيولكين ويمكنها عزل ليسيتشانسك وسييفيرودونتسك عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وأضاف في مقطع مصور نُشر على الإنترنت: "التهديد بتحقيق روسيا انتصارًا تكتيكيًا قائم، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد".

"لا تعول على الأسلحة"

إلى ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت إرسال أول دفعة من الأسلحة الثقيلة تتضمن مدافع هاوتزر بعيدة المدى إلى أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، يشير المحلل السياسي وليد الشيخ إلى أن ما ترسله ألمانيا لن يؤثر كثيرًا في المعارك.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من برلين، إلى أن ألمانيا لا تعوّل أساسًا على الأسلحة، فهي وفرنسا تعرفان أن السلاح الروسي أقوى بكثير وأن روسيا لم تستخدم كل قوتها التدميرية.

وفيما يوضح أن الحرب الحقيقية في أوكرانيا هي في الشرق، يرى أنه ربما تكون هناك شبه صفقة غير مكتوبة تظهرها الأحداث؛ مفادها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو للوصول إلى حل وسط واتفاق مع بوتين، بمقابل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close