الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

تغيّر المناخ.. هل ينجح العالم في التخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري؟

تغيّر المناخ.. هل ينجح العالم في التخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري؟

شارك القصة

رغم هذه الهبة الطبيعية لتخفيف سخونة الأرض ومنح البشر فرصة لإعادة إحياء الكوكب، إلا أن ذلك لم يعد يساعد اليوم على مكافحة هذه الظاهرة.

لم يعد التغيّر المناخي مجرد عنوان للتجاذب بين السياسيين ومناصري البيئة، بل بات عنوان المرحلة المقبلة، وأصبح التعامل معه ضروريًا للحفاظ على كوكب الأرض وحياة البشر.

وحمّلت الأمم المتحدة النشاطات البشرية المسؤولية المباشرة لتغير المناخ ونشوب الكوارث الطبيعية.

وأشارت إلى أن بعض الأضرار التي لحقت بالمناخ، قد لا تكون قابلة للإصلاح في الأيام المقبلة.

تقديرات حول تغير المناخ

وتمتد الحرائق والفيضانات وحالات الجفاف على طول الكرة الأرضية، لتمثّل صورة حقيقية لتأثير التغير المناخي على كوكب الأرض، نتيجة الانبعاثات الصناعية.

وأنبأ التقرير الأممي بالأسوأ، حيث إن التغيّر المناخي سيصبح أسرع مما كان عليه في السابق.

فلم يعد بإمكان العالم تفادي زيادة الحرارة بنسبة 1.5 درجة مئوية، وأكثر المتفائلين يتوقعون الوصول إلى هذه الدرجة قبل عام 2030.

ومنذ عام 1960، امتصت الغابات والمحيطات 56% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الغلاف الجوي جراء الممارسات البشرية.

ورغم هذه الهبة الطبيعية لتخفيف سخونة الأرض ومنح البشر فرصة لإعادة إحياء الكوكب، إلا أن ذلك لم يعد يساعد اليوم على مكافحة هذه الظاهرة.

وارتفعت المحيطات 20 سنتيمترًا منذ قرن، وستضاف إليه 50 سنتيمترًا في القرن الـ21، على أن ترتفع مجددًا 3 أمتار عام 2300، وفق تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

زخم سياسي

في هذا السياق، يرى مدير سياسات منظمة غرينبيس في المملكة المتحدة دوغ بار أن التخلص من الوقود الأحفوري، المسؤول بشكل أساسي عن الانبعاثات المحفزة للتغير المناخي، سيكون صعبًا.

ويشير بار، في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أن الوقود الأحفوري الذي المكوّن من الغاز والفحم والزيت، يوفّر الخدمات للبشرية لتوليد الطاقة الكهربائية إضافة لاستخدامه في الصناعات والنقل.

ويقول: هناك العديد من البلدان بدأت تنفّذ خططًا لتخفيف الانبعاثات إلى مستوى صفري.

ويضيف: لا بد من توفير زخم سياسي لانتهاج هذه الخيارات المساعدة على التخلص من الوقود الأحفوري، واستخدام الطاقة المتجددة.

الانتقال التدريجي

من جهته، يرى الصحافي المتخصص بالشأن البيئي مصطفى رعد أن التركيز من قبل الجمعيات البيئية على الوقود الأحفوري سببه استخدامه الواسع في العديد من الدول.

ويشير رعد، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أنه بعد اكتشاف مصادر متجددة يمكن الاعتماد عليها مثل الشمس والهواء والماء، أصبح من الممكن التركيز على الانتقال التدريجي للطاقة الخضراء.

ويقول: لا يجب أن ننسى الارتباط الكامل بين الوقود الأحفوري والاقتصادات الدولية، مثل الصناعات البترولية واستخراج النفط، ما يشكل ضغطًا على جميع اقتصادات الدول للانتقال من الاعتماد على موارد الأرض إلى الطاقة المتجددة.

ويضيف: عند انتشار وباء كورونا، انخفضت الانبعاثات الكربونية، ما أثر إيجابًا على الاحتباس الحراري، وشكّلت إيطاليا والصين نموذجًا لذلك.

ويتابع: مع العودة الفجائية للحياة الطبيعية بعد كورونا، عادت الحياة البشرية إلى طبيعتها بسرعة، وارتفعت نسبة الانبعاثات بدرجة أكبر من الكميات السابقة.

خطط بديلة

بدوره، يؤكد المحلل الاقتصادي عبد الله الخاطر ضرورة إيجاد حلول بديلة لبعض الدول من أجل الانتقال إلى الطاقة المتجددة.

ويلفت، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن صعوبة التخلص من الوقود الأحفوري تكمن في الاعتماد عليه في الصناعات وفي البنى التحتية لبعض الدول.

ويوضح أن هناك صعوبة في الانتقال ثقافيًا، إضافة لغياب الإعداد البشري لمثل هذه الخطوة.

ويقول: دفع التطور التقني الكثير من الدول لإعطاء البشرية الآليات اللازمة لتجاوز الاعتماد على الموارد المؤثرة على التغير المناخي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close