كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ 130 جنديًا إسرائيليًا حذّروا الحكومة من أنّهم سيتوقفون عن الخدمة العسكرية، ما لم تُبادر بالعمل على إبرام صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة ووقف إطلاق النار.
ووقّع الرسالة التحذيرية جنود في الاحتياط ومجندون من رتب ومناصب مختلفة، بما في ذلك سلاح المدرعات والمدفعية، وقيادة الجبهة الداخلية، وسلاح الجو والبحرية.
وكتب الجنود في رسالتهم التي وجّهوها إلى الوزراء ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي: "لقد بات من الواضح الآن، أنّ استمرار الحرب في غزة لا يؤخر عودة الرهائن من الأسر فحسب، بل يُعرّض حياتهم للخطر أيضًا؛ فقد قُتل العديد منهم في ضربات الجيش الإسرائيلي، وهو عدد أكبر بكثير من أولئك الذين تم إنقاذهم في العمليات العسكرية".
وأضافوا: "نحن الذين نخدم وخدمنا بتفانٍ مع المخاطرة بأرواحنا، نعلن أنّه إذا لم تغيّر الحكومة مسارها وتعمل بشكل فوري من أجل التوصّل إلى صفقة لإعادة الرهائن، فانّنا لن نتمكن من مواصلة الخدمة".
وقالوا: "بالنسبة للبعض منا، تمّ تجاوز الخط الأحمر بالفعل؛ وبالنسبة للآخرين، فإنه يقترب بسرعة: يقترب اليوم الذي سنتوقّف فيه بقلوب مكسورة عن الاستجابة للخدمة العسكرية".
مظاهرات للمطالبة بإبرام صفقة تبادل
وأمس الثلاثاء، أغلق متظاهرون إسرائيليون الطريق المؤدي إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى.
وردّد المتظاهرون شعارات تُطالب بإجراء صفقة تبادل أسرى واستقالة الحكومة، من قبيل: "حكومة أخرى فقط هي من ستعيد المختطفين المحتجزين بغزة"، و"من تخلى لن يُعيد".
كما طالب حاخامات من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرّف، نتنياهو بالعمل عبر كل الطرق لإعادة الأسرى المتحجزين في قطاع غزة، حتى لو كان ذلك عبر اتفاق.
وجاءت رسالة الحاخامات غداة تحذير الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة من أنّه لا يستبعد دخول ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة "نفقًا مظلمًا"، في إشارة إلى تعقد ملفهم، وتعذّر معرفة تل أبيب بمصيرهم مستقبلًا.
وتُقدّر إسرائيل وجود 101 أسير في قطاع غزة، بينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.
ومنذ أشهر، تتواصل جهود الوساطة القطرية والمصرية بالاشتراك مع الولايات المتحدة، وتقدّم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، إلا أنّ نتنياهو يُواصل وضع شروط جديدة تشمل "استمرار السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح في غزة".
من جانبها، تُصرّ "حماس" على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، للقبول بأي اتفاق.