الثلاثاء 3 Sep / September 2024

تفاصيل جديدة عن نفق الحرية.. الزبيدي: أحسست بأنني في "البرزخ"

تفاصيل جديدة عن نفق الحرية.. الزبيدي: أحسست بأنني في "البرزخ"

شارك القصة

فقرة من برنامج "شبابيك" تلقي الضوء على عملية نفق الحرية (الصورة: فيسبوك)
نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، رواية الزبيدي لتفاصيل جديدة تضمنت لحظات تحبس الأنفاس، عن عملية نفق الحرية.

كشف الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، تفاصيل جديدة تضمنت لحظات تحبس الأنفاس، عن عملية نفق الحرية، التي نفّذها مع خمسة أسرى آخرين من سجن الجلمة الإسرائيلي في 6 سبتمبر/ أيلول الماضي.

ونَشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، رواية الزبيدي، نقلًا عن محاميتها حنان الخطيب، التي تمكنت، الإثنين، من زيارته لأول مرة في قسم العزل بسجن "ريمونيم".

وقال الزبيدي، وهو قيادي في كتائب شهداء الأقصى، المحسوبة على حركة التحرير الوطني "فتح": "كنت أقبع بقسم 4 بسجن الجلبوع عندما كشف لي الأسير أيهم كممجي قبل حوالي أسبوعين من العملية، عنها، فقلت له إنني أشعر بذلك لأنني أسمع في الليل أصواتًا وكنت أستغرب، وأقول في نفسي: أيعقل أن أحد الأسرى يخطط للهرب".

المشاركة في العملية

وتابع: "سألني أيهم عن رأيي بالمشاركة بعملية الهروب، فأبلغته موافقتي". وأضاف: "قبل أسبوع من العملية طلبت الانتقال لغرفتهم التي تم منها الهروب، لكي أطّلع على الموضوع، سألتهم عن التكتيكات والخطة المرسومة وكيف سنسير بالنفق، لأنني لم أجرب الدخول لنفق من قبل".

وإضافة إلى الزبيدي، شارك في العملية الأسرى محمود العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ونضال انفعيات، ومحمد العارضة، وجميعهم من حركة الجهاد الإسلامي. وتمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقال الأسرى الستة، بعد أيام على خروجهم.

وتابع الزبيدي: "أخبروني بأن التقدم بالنفق سيكون بطريقة الحلزون أي الاعتماد على القدمين".

تقديم موعد العملية

وأشار إلى أن الأسرى اضطروا إلى تبكير عملية الهروب، بعد أن ثارت شكوك أحد السجانين، عقب اكتشافه ترابًا مبلولًا.

وأضاف: "عندها أخبرت الشباب، أن الوضع لا يحتمل ويجب أن نخرج الليلة من النفق". وتابع الزبيدي: "بالبداية دخل النفق، نضال انفيعات وتلاه محمد العارضة، وبعده يعقوب قادري وأنا، وبعدي أيهم كممجي وآخرنا كان محمود العارضة".

وأشار الأسير الفلسطيني إلى أن صعوبات كبيرة واجهته داخل النفق، حيث قال: "علِقتُ وشعرت أن جسمي لا يتحرك، واستمر هذا حوالي ربع ساعة، وكانت المنطقة مظلمة، فأحسست بأنني بمنطقة البرزخ، بين الأرض والسماء".

وتابع: "عندها طلب مني أيهم ومحمود، مواصلة المسير، وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق ولا أستطيع التحرك، فهم متعودون على النفق والسير به، لأنهم جربوه من قبل، أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم أعتد عليه، وبعد محاولات عديدة واصلت المسير".

الانفصال لأزواج

وقال الزبيدي: "وصل يعقوب فوهة النفق، مُنهك القوى، أما أنا فرفعت يدي وقام نضال نفيعات بانتشالي وإخراجي من فوهة النفق، وخرجنا جميعًا".

وتابع: "عندما قطعنا الشارع كادت سيارة أن تدهس أيهم، وعندها أيقنا بأنه سيتم الإبلاغ عنا، ونحن نجري رأينا طائرة هليكوبتر وسيارات شرطة، فتأكدنا أنه تم الإبلاغ عنا".

وأضاف الزبيدي: "بعد حوالي كيلومتر من المسير تعب يعقوب، ولم يعد يقوى على الجري، فتوقف وقال لنا: اتركوني واذهبوا المهم أن تنجوا أنتم، فرفضنا جميعًا وقلت له اتكئ علي وأنا سأسندك".

وبعد أن وصلوا قرية الناعورة (شمالي إسرائيل)، قال الزبيدي: "اغتسلنا بالمسجد، واستبدلنا ملابسنا". وكشف أن الأسرى كانوا ينتظرون سيارة، كان من المقرر أن تحضر لنقلهم.

وأضاف: "عندما لم تأت السيارة لنقلنا، خاب أملنا، وقررنا الانفصال لأزواج، وكان نصيبي مع محمد العارضة".

تفتيش متواصل 

وتابع الزبيدي: "واصلنا محمد وأنا المسير بطريق لا نعرفها، وكان همّنا الخروج من بلدة الناعورة. مشينا حوالي 7 ساعات، واختبأنا بعدها داخل شجرة، بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية".

وأكمل الزبيدي: "قبل القبض علينا بيوم، اختبأنا في مبنى قيد الإنشاء، وقد دخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية للتفتيش علينا ولم تجدنا، وقد كنا مختبئين في الطابق الثاني".

وعن ساعة القبض عليه مع رفيقه، قال الزبيدي إنها كانت بعد حديثه لشخص كان برفقة طفلته. وأضاف: "بعدها بدقائق رأينا طائرات الهليكوبتر، وقوات كبيرة من جيش الاحتلال".

وقال الزبيدي إنهم كانوا يمتلكون أجهزة راديو، "وقد علمنا من الأخبار أنه تم القبض على محمود ويعقوب ولكننا لم نخف، حتى ونحن بينهم ومحاصرين لم نخف، فنحن طالبو حرية ليس إلا".

وتابع: "دخلنا تحت سيارة كبيرة، وكان محمد يضع على رأسه حجرًا كحماية، وبعد مرور حوالي 3 إلى 4 ساعات، تعبَ محمد من الحجر، مما اضطره للتخلص منه، وعندها رآه أحد الجنود وتم القبض علينا، وتم إعادة اعتقالنا بالقرب من قرية أم الغنم، في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 سبتمبر من العام الماضي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close