تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة وتتضاعف يوميًا دون أن يصل صوت أصحاب المعاناة إلى العالم، باستثناء ما ترصده عدسات التصوير ووسائل الإعلام وشهود عيان.
وعايشت طبيبة العناية المركزة تانيا الحاج حسن المأساة غير المسبوقة في مستشفى شهداء الأقصى، بعد عملها لأكثر من أسبوعين داخل القطاع مع الفريق الدولي للأطباء الذي يزور بعض مستشفيات غزة.
خلال عملها، ذُهلت الحاج حسن بمنظر تراص الأطفال الجرحى في ممرات المستشفى على مدار الساعة، وبمشاهد الألم والمعاناة أمام عجز الطواقم الطبية المحلية وشحّ إمكانياتها.
وقالت الحاج حسن في حديث إلى "العربي": "إنّه أمر كارثي، لقد تجاوزت أعداد الإصابات والجرحى قدرة المستشفى على العمل في ظل انهيار نظام الرعاية الصحية، وتفشّي الأوبئة والأمراض نتيجة سوء التغذية، مع تدهور صحة السكان بشكل عام".
وتتكشّف المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو نصف عام على اندلاع الحرب، أمام أفراد الفريق الطبي الدولي الذي يعاين إبادة جماعية ممنهجة مكتملة الأركان؛ أهمها افتقار المستشفيات لأبسط الخدمات الطبية المُنقذة للحياة، فضلًا عن تجويع المرضى والمصابين وحرمانهم من الغذاء والدواء، في ظل غياب المساعدات الإغاثية والطبية.
وقالت الطبيبة: "إنّهم يُكافحون لأنّهم مرهقون. لقد نفدت منهم الموارد التي يحتاجونها بينما يتمّ منع وصول هذه الموارد إليهم".
وتتأرجح الخدمات الصحية في مستشفيات غزة بين عمل جزئي لـ12 مستشفى، وخروج تام عن العمل للباقي بسبب نفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.
وتعمل المراكز الطبية تحت وابل من القصف والمداهمات، وسط طوفان المرضى والمصابين في ظل إمكانات محدودة وكوادر طبية منهكة.
وعاين الأطباء الأجانب حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة لفترة محدودة، أقرّوا خلالها أنّ لا مكان آمن في القطاع الذي تحوّل إلى جحيم على وجه الأرض، في ظل ملاحقة فلسطينيي غزة بالنار والتجويع.