بعد زيارة أجراها إلى مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت، جال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس في منطقة خيرسون المحتلة جزئيًا من روسيا في جنوب أوكرانيا.
وزار زيلينسكي خصوصًا بلدة بوساد-بوكروفسكي التي تعرضت لدمار كبير، واحتلتها موسكو حتى انسحاب الجيش الروسي في خريف 2022، بحسب صور نشرتها الرئاسة.
ونشر الرئيس زيلينسكي اليوم لقطات من الزيارة، حيث تعهد "باستعادة كل شيء" بعد الهجوم الروسي.
كما زار زيلينسكي محطة لتوليد الكهرباء تضررت خلال القصف الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية طوال فصل الشتاء.
وأوضح حساب الرئاسة على "تيليغرام" أن هذه الجولة ركّزت على إعادة الإعمار في منطقة خيرسون حيث ترأس زيلينسكي اجتماعًا حول هذا الموضوع.
وأفاد مراسل "العربي" من العاصمة كييف، بأن الرئيس الأوكراني وصل إلى مدينة خيرسون في جنوب البلاد، حيث قام بزيارة عدد من البلدات المتضررة التي تتعرض للقصف الروسي بشكل يومي تقريبًا.
واحتلت روسيا منذ بداية هجومها في فبراير/ شباط 2022، جزءًا كبيرًا من منطقة خيرسون بما فيه عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه.
لكن هجومًا مضادًا أوكرانيًا أجبر القوات الروسية على الانسحاب من الجزء الشمالي والتراجع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
إلا أن المنطقة المحررة، وهي منطقة زراعية رئيسية في أوكرانيا، خصوصًا مدينة خيرسون، أصبحت هدفًا لقصف روسي منتظم.
زيلينسكي يزور باخموت
والأربعاء، زار الرئيس الأوكراني مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث وعد بتحقيق انتصار عسكري على روسيا "الإرهابية".
وجاءت مواقف الرئيس الأوكراني الذي تفقد قواته في أقرب مكان من الجبهة قرب باخموت ثم في خاركيف (شمال شرق) بعد ضربات جديدة دامية شنها الجيش الروسي، وأسفرت عن مقتل سبعة مدنيين على الأقل في منطقة كييف، فضلًا عن إصابتها مبنى سكنيًا في زابوريجيا (وسط شرق) مخلفة قتيلًا على الأقل وعشرات الجرحى.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة: "سنرد في شكل أكيد (...) على كل الهجمات على مدننا".
وأضاف: "هنا، في دونباس، في منطقة خاركيف، في كل مكان وصل إليه الشر الروسي، يبدو مؤكدًا أن هذه الدولة الإرهابية لا يمكن وقفها إلا بانتصارنا".
وأكد أن "روسيا ستخسر هذه الحرب".
وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، ظهر زيلينسكي خلال لقائه جنودًا في مستودع حيث كان يقلّدهم أوسمة.
وتقول كييف إن المعركة من أجل مدينة باخموت الصناعية، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 80 ألف نسمة، أساسية من أجل صدّ القوات الروسية على طول الجبهة الشرقية.
وكان الرئيس الأوكراني قد زار القوات الأوكرانية داخل باخموت أواخر العام الماضي، قبيل رحلته إلى الولايات المتحدة، التي كانت أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/ شباط 2022.
معركة السيطرة على باخموت تشتد، والغرب يكثف دعمه العسكري لـ #أوكرانيا #روسيا تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/X0rt8bt6xP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 17, 2023
غير أنّ القوات الروسية حقّقت مكاسب ثابتة باتجاه السيطرة على باخموت في الأشهر التي تلت تلك الزيارة.
وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك: إنّ "القوات الروسية أوشكت على قطع الطرق الأوكرانية المؤدّية إلى المدينة".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن إيان غاغين قوله: "يمكننا القول إنّ المدينة محاصرة عمليًا".
من جهته، أكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة التي تقول إنها تقود الهجوم للسيطرة على المدينة، هذا الأسبوع، أنّ قواته تسيطر على حوالي 70% من باخموت.
وعلى المقلب الآخر، تجوّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة ماريوبول الأوكرانية والخاضعة لسيطرته، بعد يوم واحد فقط من زيارة مفاجئة لشبه جزيرة القرم.
وحرص بوتين خلال الزيارتين على تأكيد سطوة موسكو في هذه المناطق التي يصفها الإعلام الروسي بـ"المحررة"، متحديًا القوى الغربية على وقع معارك عنيفة تخوضها قواته ومجموعة فاغنر منذ أشهر للسيطرة على باخموت.