الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

زيارة بوتين إلى ماريوبول وشبه جزيرة القرم.. ما الهدف من هذه الخطوة؟

زيارة بوتين إلى ماريوبول وشبه جزيرة القرم.. ما الهدف من هذه الخطوة؟

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على أبعاد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مدينة ماريوبول الأوكرانية (الصورة: رويترز)
سعى الكرملين من خلال الزيارتين إلى إرسال رسائل عديدة عبر آلته الإعلامية للغرب أولًا، وللقادة في أوكرانيا ثانيًا، وللمواطنين الروس والأوكرانيين ثالثًا.

تجوّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة ماريوبول الأوكرانية والخاضعة لسيطرته، بعد يوم واحد فقط من زيارة مفاجئة لشبه جزيرة القرم.

وحرص بوتين خلال الزيارتين على تأكيد سطوة موسكو في هذه المناطق التي يصفها الإعلام الروسي بـ"المحررة"، متحديًا القوى الغربية على وقع معارك عنيفة تخوضها قواته ومجموعة فاغنر منذ أشهر للسيطرة على باخموت.

استنكار أوكراني وغربي

كما سعى الكرملين من خلال الزيارتين إلى إرسال رسائل عديدة عبر آلته الإعلامية للغرب أولًا، وللقادة في أوكرانيا ثانيًا، وللمواطنين الروس والأوكرانيين ثالثًا.

فبوتين، الرئيس المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية يتحرك دون أن يمسه أحد، وهو أيضًا على الرغم من الحرب التي تخوضها بلاده ضد من يسميهم بـ"النازيين"، يستطيع بسط الأمن والأمان في المناطق التي تخضع لسيطرته.

هذا ما تبرزه صوره متنقلًا بين المواطنين مطمئنًّا في سيارته التي قادها بنفسه في ماريوبول.

لكن الغرب ردّ على الرسائل الروسية بزيارة القرم على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بأنها "محاولة من بوتين لدعم قاعدته الشعبية بعد خسائر وضعف في الأداء من قبل جيشه مؤخرًا".

في المقابل، وصفت القيادة الأوكرانية الزيارة بأنها "مثيرة للسخرية"، وأن استعادة القرم ستتم بمساعدة من الغرب.

هذا الأمر، لم يحسمه الغرب بعد، فهو يختار بعناية كبيرة الأسلحة التي يقدمها للأوكرانيين وسط خطوط حمراء وضعها لمنع اشتباك مباشر بين الناتو والجيش الروسي.

أشباه بوتين؟

في هذا السياق، يعتبر النائب في البرلمان الأوكراني أوليكسي هونشارينكو أن "المجرم يحب دائمًا أن يعود إلى مسرح جريمته، وهذا ما فعله بوتين بزيارته لماريوبول".

ويشير هونشارينكو، في حديث إلى "العربي" من كييف، إلى "أننا لا نعلم إن كان بوتين فعلًا من ظهر في الصور، فهناك شائعات عن وجود أشخاص يشبهونه ويقومون بالتجول بدلًا منه".

ويؤكد النائب الأوكراني أن "بوتين أصبح اليوم ضمن زمرة الزعماء المطلوبين للقضاء الدولي والذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال".

ويقول: "بوتين اليوم هو شخص مدان من المحكمة الجنائية بسبب جرائمه ضد الإنسانية، وهذه نهاية كارثية لمسيرته السياسية".

"بوتين خالي الوفاض"

من جهته، يلفت المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا إلى أن "هذين الزيارتين لبوتين هي الخطوة الأولى من نوعها لخطوط المواجهة منذ بدء الحرب في عام 2022".

ويعتبر الغبرا، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أنه "من المستغرب أن يترك قائد لدولة ما جنوده يموتون في معركة لأكثر من سنة دون أن يقدّم الدعم لهم ويزورهم على الأرض".

ويقول: "استغرق الجيش الروسي سنة كاملة للسيطرة على ماريوبول، ما يدل على فشل الآلة العسكرية الروسية".

ويضيف: "بوتين خالي الوفاض ولا يمكنه القيام بشيء حقيقي على الأرض، وبالتالي انتقل إلى الدعاية الإعلامية".

ويتابع قائلًا: "الجيش الروسي ينهار وبدأ بالاستعانة بمرتزقة فاغنر، وسط نجاح عسكري غربي-أوكراني".

"زيارة جيدة"

بدورها، تعتبر مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في روسيا إيلينا سوبولينا أن "بوتين لا يفعل أي شيء بشكل عفوي، وهذه الزيارة ولو كانت خاطفة إلا أنها محضرة من قبل".

وتشير سوبولينا، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أنه "لم تكن هناك مراسم رسمية لأسباب أمنية والمجتمع الروسي يراها جيدة بعد أن واجه انتقادات لعدم القيام بزيارة لجبهات القتال".

وتقول: "أراد بوتين القول بهذه الزيارة إن روسيا لن تتخلى عن القرم والمناطق الأربع التي ضمّتها إليها".

وتضيف: "ما حصل يحمل في طياته رسائل موجهة للداخل الروسي ودول الغرب، للتأكيد على أن بوتين متحمس ولن يتراجع في الحرب".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close