تعد خيرسون إحدى أهم مدن الجنوب الأوكراني، وتظهر ضمن خطوط المعارك الأولى التي شهدها ميدان المعارك الروسي على الأراضي الأوكرانية، بدءًا من إقليم دونباس دونيتسك ولوغانسك، ومن ثم زابوريجيا التي تضم أكبر مفاعل نووي ليس في أوكرانيا فحسب، بل القارة الأوروبية كلها.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها بدأت بالانسحاب من مدينة خيرسون الأوكرانية إلى مواقع على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو.
ولدى خيرسون التي وقعت في مناطق الضم الروسي الأخير إطلالتان؛ الأولى على بحر آزوف الذي سيطرت روسيا بالكامل، والثانية على البحر الأسود الذي يضم مقر الأسطول الروسي والتي يتخذ من سيباستوبول في شبه جزيرة القرم مقرًا لها.
وخيرسون التي تبلغ مساحتها 28500 كيلومتر مربع، هي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي تتصل بريًا بشبه جزيرة القرم.
وتزيد أهمية خيرسون لأنها مصب لنهر دنيبرو الذي يشطر الأراضي الأوكرانية، وهي مصدر أساسي أيضًا لمياه الشرب ومركزًا للزراعة لشبه جزيرة القرم.
وإلى جانب المواجهات العسكرية التي تجري للسيطرة على مناطق البر الأوكراني أو استعاداتها أيضًا من كييف، فإن هناك معارك لا تقل شراسة بالقرب من الموانئ، كماريوبول وخيرسون وسيباستوبول التي تم استهدافها بطائرات مسيرة أكثر من مرة، خلال شهور المواجهات المفتوحة.
من جهته، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية: إن "جيش بلاده استطاع استعادة مساحة تقدر 1381 كيلومترًا مربعًا في خيرسون منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وحتى اليوم".
وبحسابات الأرقام، فإن القوات الأوكرانية تتقدم بعمق يقارب 37 كيلومترًا في قلب خيرسون منذ بداية الشهر الماضي.
ويعد الامتداد الجغرافي من دونابس حتى شبه جزيرة القرم وأوديسا أحد أبرز أهداف موسكو والتي تسعى بحسب تقارير استخبارية غربية إلى إقامة جسر بري ممتد من إقليم دونباس إلى شبه جزيرة القرم إحياء لما يعرف بمشروع نوفو روسيا.
ولا تزال المعارك في الأقاليم الأربعة التي ضمتها روسيا إليها (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا)، بعد استفتاء محلي تجري فيها خلف خطوط الاشتباك، بينما يشوب المعلومات الصادرة عنها كثير من عدم الدقة والتمحيص، ولنفي كل طرف الوثوق بتصريحات الطرف الآخر.