الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تقرير صادم وإنذار "أحمر" للبشرية.. 70% من الحيوانات البرية "تختفي"

تقرير صادم وإنذار "أحمر" للبشرية.. 70% من الحيوانات البرية "تختفي"

شارك القصة

فقرة من "قضايا" تناقش تأثير التغيّر المناخي على الكائنات الحية (الصورة: غيتي)
تتعدّد العوامل التي أسهمت في اختفاء الحيوانات البرية، ومن بينها الاستغلال المفرط للأراضي والصيد الجائر وتغير المناخ، إضافة إلى تلوث الهواء والماء والتربة.

أظهر تقييم مرجعي نشره الصندوق العالمي للطبيعة، اليوم الخميس، أن الكوكب فقد ما يقرب من 70% من حيواناته البرية خلال ما يقرب من 50 عامًا، ما يشير إلى الارتباط المتزايد الملحوظ بين فقدان التنوع البيولوجي والاحترار.

وبين عامي 1970 و2018، اختفى ما متوسطه 69% من الحيوانات البرية، الأسماك والطيور والثدييات والبرمائيات والزواحف، بحسب مؤشر الكوكب الحي، وهو أداة مرجعية ينشرها الصندوق العالمي للطبيعة كل عامين.

ويظل تدمير الموائل الطبيعية، وخصوصًا لتطوير الزراعة، السبب الرئيسي، بحسب التقرير، يليه الاستغلال المفرط للأراضي والصيد الجائر.

ويأتي تغير المناخ في المرتبة الثالثة بين العوامل المختلفة، لكنّ دوره "يتزايد بسرعة كبيرة جدًا"، وفق تحذير ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة.

ويتبع ذلك تلوث الهواء والماء والتربة، فضلًا عن انتشار الأنواع الغازية من قبل الإنسان.

"إنذار أحمر للكوكب والبشرية"

وفي هذا الإطار، اعتبر لامبرتيني في مؤتمر صحافي دولي عبر الإنترنت، أن هذا التقرير "إنذار أحمر للكوكب وبالتالي للبشرية"، في وقت بدأنا فيه حقًا نفهم أن النظم البيئية المستدامة والتنوع البيولوجي الغني والمناخ المستقر؛ عناصر ضرورية لضمان مستقبل مزدهر وأكثر عدلًا وأمانًا لنا، وخصوصًا لأطفالنا وأطفالهم بدورهم".

ومع اقتراب قمة التنوع البيولوجي الدولية "كوب15" في ديسمبر/ كانون الأول المقبل في مونتريال، "يدعو الصندوق العالمي للحياة البرية الحكومات إلى اغتنام هذه الفرصة النهائية من خلال اعتماد اتفاقية عالمية طموحة لإنقاذ الحياة البرية"، على غرار اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ.

ومن أجل "عكس منحنى فقدان التنوع البيولوجي" و"التخفيف من تغير المناخ"، يدعو التقرير إلى توسيع نطاق جهود الحفظ والاستعادة، وإنتاج واستهلاك أغذية أكثر استدامة، وإزالة الكربون بسرعة عن جميع القطاعات الاقتصادية.

وكشف المدير العلمي للصندوق العالمي للطبيعة مارك رايت، عن أن الأرقام "مخيفة حقًا" على صعيد أميركا اللاتينية، حيث اختفت 94% في المتوسط في هذه المنطقة "المشهورة بتنوعها البيولوجي"، والتي تؤدي دورًا "حاسمَا بالنسبة لتنظيم المناخ".

ولفت أندرو تيري، مدير الحفظ في جمعية علم الحيوان في لندن، شريكة الصندوق العالمي للطبيعة في إنشاء المؤشر، إلى أن أوروبا شهدت انخفاضًا في أعداد الحيوانات البرية بمعدل 18%. "لكنّ هذا يخفي خسائر تاريخية شديدة جدًا للتنوع البيولوجي"، قبل فترة التحليل.

أما في إفريقيا، فيقدّر المؤشر الخسارة بنسبة 66% في المعدل.

انخفض عدد الغوريلات

وقالت مديرة الصندوق العالمي للطبيعة في القارة السمراء أليس روهويزا: "من الأمثلة الصارخة على ذلك منتزه كاهوزي بييغا الوطني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث انخفض عدد غوريلات الأراضي المنخفضة الشرقية بنسبة 80%"، وذلك في المقام الأول من جراء الصيد.

كما أن السلاحف الجلدية والوشق وأسماك القرش والشعاب المرجانية وضفادع الأشجار هي أيضًا من بين "رموز التنوع البيولوجي" الأكثر تهديدًا التي أبرزها التقرير.

وبات مؤشر الكوكب الحي يأخذ في الاعتبار 5230 نوعًا من الفقاريات، مقسمة إلى حوالي 32 ألف نوع من الحيوانات حول العالم.

في عام 2020، شككت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" المرجعية في قيمة هذا المؤشر.

وعند فحص 14 ألفًا من الفقاريات التي جرى تتبعها منذ عام 1970، خلص معدو الدراسة إلى أن 1% كانت في حالة تدهور شديد، وأنه إذا تم استبعادها من المعادلة فإن جميع المجموعات المتبقية لم تظهر أي اتجاه تصاعدي أو تنازلي.

وقال معدو الدراسة إن تعميم رسالة مفادها بأننا أمام "كارثة منتشرة في كل مكان"، يمكن أن يؤدي إلى "اليأس والإنكار والتقاعس"، واقترحوا استخدام تقييمات محلية أكثر "للمساعدة في تحديد أولويات جهود الحفظ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close