الخميس 14 نوفمبر / November 2024

توازن بيئي مهدد.. كيف يؤثر التغير المناخي على الحيوانات؟

توازن بيئي مهدد.. كيف يؤثر التغير المناخي على الحيوانات؟

شارك القصة

فقرة من "قضايا" تناقش تأثير التغيّر المناخي على الكائنات الحية (الصورة: وسائل التواصل)
كشف باحثون أميركيون عن وجود رابط بين انقراض الحيوانات الكبيرة من آكلات الأعشاب التي اختف قبل آلاف السنين، وحدوث تغير في خارطة حرائق الغابات.

لطالما حذر العلماء من آثار تغير المناخ على الإنسان، لكن هذا التأثير مضاعف بالنسبة للحياة البرية، إذ كشفت دراسة بحثية أميركية عن إمكانية انقراض ثلث الكائنات الحية من حيوانات ونباتات بحلول عام 2070 بسبب التغيرات المناخية.

ويؤثر تقلب المناخ وتغيره على حياة الطيور والحيوانات بطرق عدة، حيث تضع الطيور بيضها في وقت مبكر من العام عن المعتاد وتزهر النباتات في وقت أبكر ومع ظروف المناخ تخرج الثديات من السبات مبكرًا ويتأثر توزيع الحيوانات أيضًا.

ولعل أبرز الأخطار هو أنه عند انقراض نوع أو عدة أنواع من نظام بيئي متزن تحدث فجوات داخل النظام البيئي، وتؤدي إلى اختلال توازنه، وتدميره.

وحذّر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن المخاطر المناخية التي تؤثر سلبًا على النظم البيئية ستؤدي إلى الحد أيضًا من الخدمات التي تقدمها الأنظمة للمجتمع.

وكشف باحثون أميركيون عن وجود رابط بين انقراض الحيوانات الكبيرة من آكلات الأعشاب التي اختف قبل آلاف السنين، وحدوث تغير في خارطة حرائق الغابات في مختلف مناطق العالم.

ويربط علماء المناخ بين تفشي حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة وظاهرة التغيرات المناخية، كما أفادت معلومات صادرة عن المنظمة الدولية لصحة الحيوان بأن التغيرات المناخية تؤدي إلى إعادة انتشار الأوبئة التي تصيب الحيوانات أو تؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة.

أمراض

وأشارت دراسة حديثة شاركت فيها 126 دولة إلى أن العديد من أمراض الحيوان تنتشر مع تغيرات المناخ.

واكتشف فريق من العلماء بقيادة باحثين في جامعة واشنطن الأميركية أنه على مدار 30 عامًا غيرت الكلاب متوسط مواعيد الولادة بمقدار 22 يومًا وهو تكيف سمح لها بوضع المواليد الجدد مع أبرد درجات الحرارة في أوائل الشتاء، ونتيجة لهذا التحول الكبير نجا عدد أقل من الجراء من الوقوع فريسة للذئاب.

وتتسبب التغيرات المناخية بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وتحرك متوسط درجة الحرارة العالمية على مدار 20 عامًا منذ عام 2002 بمعدل 1,5 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل عصر الثور الصناعية لأول مرة.

ويتأثر توزيع الحيوانات أيضًا مع اقتراب العديد من الأنواع من القطبين كرد فعل لارتفاع درجات الحرارة العالمية، حيث لا تستطيع معظم الكائنات الحية أن تعيش في ظروف تضل فيها درجة الحرارة أقل من 0 درجة مئوية أو أعلى من 45 درجة.

كما تضاعف المعدل الأخير لارتفاع مستوى سطح البحر 3 مرات تقريبًا مقارنة بالفترة بين 1901 و1971، ويمكن أن يتسبب هذا الارتفاع بمقدار 50 سم فقط في فقدان السلاحف البحرية لشواطئها التي تعشش فيها، حيث تستخدم السلاحف أكثر من 30% من شواطئ الكاريبي خلال موسم التعشيش.

ويفيد تقرير أممي صدر هذا العام بأن نحو مليون صنف من النباتات والحيوانات مهدد بالانقراض بفعل التغير المناخي مضيفًا.

ويلفت إلى أن أكثر الحيوانات عرضة للانقراض هي الأفيال الأسيوية والنمور السيبيرية والحوت الأزرق والسلاحف البحرية والأرانب البرية والبطاريق وبعض أنواع الزرافات فضلًا عن الكثير من الزواحف.

ما هي مخاطر التغير المناخي على الحيوانات؟

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في تغير المناخ والبيئة أيوب كرير أن التغيرات المناخية ألقت بظلالها وبشكل كبير جدًا على كل بقاع العالم، وتأثر بها الإنسان وكل الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية من الحيوانات والنباتات.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن الدورة الحياتية للكائنات الحية عرفت تغيرًا متسارعًا، في السنوات الأخيرة بفعل التغيرات المناخية، موضحًا أن التغيرات ألزمت كل الكائنات الحية ومنها الحيوانات بتغيير طريقة حياتها وعيشها وتناسلها، لتتجنب الظروف المناخية القاسية.

ولفت إلى أن إجراءات وتدابير البشر هي السبب الأول الذي جعل من هذه التغيرات المناخية تتسارع من خلال تماديه على مناطق طبيعية تعج بالحيوانات، مشددًا على ضرورة تغيير طريقة تعامل الإنسان وتدخله في البيئة واستخدامه لها واحترامه للبيئة، ووقف زحفه إلى مناطق الحيوانات وووقف صيده جائر وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأضاف أن هناك دراسات عالمية تتوقع بحدوث تقلص أو انخفاض تدريجي مهول في عدد الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية، وأنه على بعد 20 إلى 30 سنة سينقرض نصف عدد الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية، مشددًا على ضرورة نقل التكنولوجيات الحديثة إلى الدول الفقيرة التي تعج بالحيوانات المهددة بالانقراض ومساعدتها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close