حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الأحد من تصريحات "تقوض أمن" الحلف، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أنه قد "يشجع" روسيا على مهاجمة دول "الناتو" التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام.
وقال ستولتنبرغ في بيان إن "أي اقتراح يمتنع بموجبه الحلفاء عن الدفاع عن بعضهم البعض يقوض أمننا جميعًا، بما في ذلك الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد".
ترمب يهدد الناتو
وكان ترمب الذي يرجح أن يكون مرشح الحزب الجمهوري بمواجهة الرئيس الديموقراطي جو بايدن في السباق الرئاسي المرتقب، هدّد أمس السبت في حال فوزه بولاية جديدة بعدم الدفاع عن دول الحلف الأطلسي التي لا تخصص حصة كافية من ميزانيتها للدفاع، مشيرًا إلى أنه سوف "يشجع" روسيا على مهاجمتها.
ويأخذ الرئيس السابق باستمرار على الحلفاء الأطلسيين عدم الوفاء بالتزاماتهم على صعيد الإنفاق العسكري.
وأكد ستولتنبرغ في بيانه أن "الحلف الأطلسي سيبقى مستعدًا وقادرًا على الدفاع عن كل الحلفاء"، مضيفًا أن "أي هجوم على الحلف الأطلسي سيثير ردًا موحدًا وقويًا".
وراح أمين الناتو يقول:"إنني على اقتناع بأن الولايات المتحدة ستبقى حليفًا قويًا وملتزمًا داخل الحلف الأطلسي أيًا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية".
ورد البيت الأبيض بحزم على تصريحات ترمب واعتبر الناطق باسمه أندرو بيتس في بيان مساء السبت أن"تشجيع أنظمة مجرمة على غزو أقرب حلفائنا أمر مروع ومجنون".
تصريحات "متهورة"
بدوره، وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال تصريحات ترمب بأنها "متهورة".
وقال ميشال على موقع "إكس": "لقد دعم التحالف الأطلسي أمن وازدهار الأميركيين والكنديين والأوروبيين منذ 75 عامًا".
وأضاف: "إن التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة الخامسة لا تخدم سوى مصالح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ولا تحقق المزيد من الأمن والسلام للعالم".
واعتبر أنها "على العكس من ذلك، تؤكد من جديد ضرورة أن يطور الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل استقلاله الاستراتيجي وأن يستثمر في الدفاع عنه".
وبموجب المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الحلف، فإنّ أيّ هجوم على أيّ من دوله الأعضاء يعتبر هجومًا على الحلف بأسره ويستدعي ردّ فعل مشتركًا منه.
وينتقد الرئيس الأميركي السابق بانتظام حلفاء واشنطن في التحالف العسكري لعدم تمويل المؤسسة بشكل كاف.
وتأتي تصريحات ترمب بعد أن مارس ضغوطًا على النواب الجمهوريين لرفض مشروع قانون ينص على رصد أموال إضافية لأوكرانيا.
وتعد الولايات المتحدة الداعم الأكبر لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي الذي انطلق قبل عامين، وأدى لخلق جبهة غربية واسعة لصد موسكو عبر تزويد كييف بالأسلحة اللازمة لمنع تحقيق روسيا أهداف عمليتها العسكرية في هذا البلد المجاور.
