الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

تكتل اقتصادي يسعى للإطاحة بهيمنة الغرب.. تعرّفوا على مجموعة "بريكس"

تكتل اقتصادي يسعى للإطاحة بهيمنة الغرب.. تعرّفوا على مجموعة "بريكس"

شارك القصة

فقرة تعريفية بمجموعة "بريكس" وأهدافها (الصورة: غيتي)
تهدف "بريكس" إلى شراكة سياسية واقتصادية وثقافية في عالم متعدّد الأقطاب، وتطرح إقامة نظام عالمي جديد بعيدًا عن هيمنة الدولار الأميركي.

عام 2001، ابتكر جيم أونيل، المصرفي والخبير في بنك "غولدمان ساكس" الاسم المختصر "بريك" (BRIC) للإشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، وهي دول توقّع أن يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، وربما تُهيمن عليه بحلول عام 2050.

قبل أن تُحقّق هذه الدول لاحقًا نموًا اقتصاديًا يُعدّ من بين الأسرع في العالم لسنوات عديدة.

وقي ذلك الوقت، بدأت روسيا بالفعل في العمل على إنشاء هذا المنتدى الدولي. وبحلول 20 سبتمبر/ أيلول 2006، عُقد الاجتماع الوزاري الأول للمجموعة، باقتراح من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين.

وبعد 3 سنوات، عقد رؤساء الدول الأربعة اجتماعهم الأول في روسيا، وأصدروا بيانًا مشتركًا أعلنوا فيه أن التعاون بين دول الكتلة يخدم المصالح المشتركة للدول النامية، واقتصادات السوق الناشئة.

كما أعلنوا تأسيس تكتل اقتصادي عالمي يُزاحم هيمنة الغرب.  وفي العام التالي، انضمّت جنوب إفريقيا إلى المجموعة ليُصبح اسمها "بريكس" (BRICS).

ما هي أهداف "بريكس"؟

وتُمثّل المجموعة قوة اقتصادية وسكانية هائلة، حيث تُشكّل مجتمعة نحو 30% من الناتج المحلي العالمي، وحصة تزيد عن 16% في التجارة العالمية، وتضمّ أكثر من 40% من سكان العالم. كما تمثّل مساحات دولها حوالي 30% من مساحة اليابسة في العالم.

تهدف المجموعة إلى شراكة سياسية واقتصادية وثقافية في عالم متعدّد الأقطاب. وتطرح إقامة نظام عالمي جديد بعيدًا عن هيمنة الدولار الأميركي.

وتعقد المجموعة عشرات الاجتماعات سنويًا، وتُناقش مختلف أنواع القضايا مثل المناخ والدفاع والتعليم والطاقة والصحة.

وتضع المجموعة نفسها بديلًا للمنتديات المالية والسياسية في الدول الغربية.

وفي هذا الإطار، أطلقت المجموعة "بنك التنمية الجديد" عام 2015، برأس مال بلغ 100 مليار دولار، ليكون بديلًا محتملًا عن صندوق النقد والبنك الدولي.

وبدأ البنك الجديد بتمويل مشاريع في دول المجموعة، وعدد من الدول النامية.

انتقادات وتشكيك

ومنذ تأسيس "بريكس"، واجهت المجموعة عددًا لا يُحصى من الانتقادات والتشكيك الغربي.

وتوقّع خبراء غربيون زوالها بسرعة "دون مدافع هاون" وفقًا لمقال في صحيفة "فايننشال تايمز" عام 2011. بينما وصفتها مجلة "فورين بوليسي" بـ"المجموعة العشوائية".

وتعود هذه التشكيكات إلى أنّ الدول الأعضاء في المجموعة لديها اختلافات وخلافات عديدة. فالصين والهند وروسيا هي دول نووية، على عكس البرازيل وجنوب إفريقيا. كما تُصنّف البرازيل وجنوب إفريقيا والهند ضمن الدول الديمقراطية، على عكس الصين وروسيا. وربما الأكثر خطورة أنّ الصين والهند تواجهان صراعًا حدوديًا مستمرًا.

لكن بدلًا من التفكّك، تعزّزت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. ولم يتغيّر التزام البلدان تجاه المجموعة حتى مع انتخاب زعماء يمنيين شعبويين مثل ناريندرا مودي في الهند، وجايير بولسونارو في البرازيل.

كما أصبحت عضوية "بريكس" عنصرًا مركزيًا في هوية السياسة الخارجية لكل عضو، إذ يرى جميع أعضاء المجموعة ظهور التعدّدية القطبية على أنّه أمر حتمي ومرغوب فيه، وأنّ الكتلة تمثّل وسيلة للقيام بدور أكثر نشاطًا في تشكيل النظام العالمي لما بعد الغرب، مقابل شكوك عميقة تجاه القطبية الأحادية التي تقودها الولايات المتحدة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار إنّ "تركيز القوة الاقتصادية في الغرب يترك العديد من الدول تحت رحمة عدد قليل جدًا من الدول".

كما ساهمت مجموعة "بريكس" في توثيق علاقات بعض الدول مع الصين، الدولة التي أصبحت ذات أهمية كبيرة لجميع الأعضاء الآخرين، خاصة البرازيل وجنوب إفريقيا اللتين كانت لهما علاقات محدودة مع بكين قبل تأسيس المجموعة.

ما هي "بريكس بلس"؟

منذ عام 2017، قدّمت الصين مفهوم "بريكس بلس"، وهي خطوة أولى للدول الراغبة بالانضمام إلى "بريكس"، قبل منحها العضوية الكاملة.

وحاليًا، تسعى 23 دولة للانضمام إلى "بريكس"، من بينها دول عربية هي: السعودية والإمارات ومصر والجزائر، على أمل تعزيز اقتصاداتها.

وفي حال انضمام أعضاء جدد لها، ستُصبح المجموعة كتلة سياسية واقتصادية مؤثرة في الجغرافيا السياسية والجيوقتصادية العالمية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة