مع بدء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان منذ عام 2019 تراجع عدد الولادات بشكل كبير.
وبحسب أرقام المديرية العامة للأحوال الشخصية سجل 86,584 ولادة عام 2019، و74,049 عام 2020، أما عام 2021 فتم تسجيل 68,130 ولادة.
وجراء الوضع الاقتصادي وهجرة الشباب للخارج، أرجأت عائلات لبنانية كثيرة مشروع الإنجاب، لارتفاع تكلفة التربية والعناية بالأطفال.
وقابل التلفزيون "العربي" عوائل لبنانية اكتفت بإنجاب طفل وحيد، حيث قال هؤلاء إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لا تساعد وخاصة مع نقص المواد الأساسية للطفل مثل الأدوية والحليب، فضلًا عن غلاء الأسعار بشكل عام.
وشهد لبنان تراجعًا في النمو السكاني وفق دراسة أعدها البنك الدولي، مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية والسياسية جعلت اللبنانيين يتريثون في الإنجاب.
عوامل متداخلة
وفي هذا الإطار، قالت تيريز سيف، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، إن المشكلة الحقيقة تتمثل في فقدان فئات الشباب وهجرتها، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة المجتمع الحيوي الذي يمنح الاستقرار المعيشي والمالي.
وأضافت في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الطبقة الوسطى تعاني وهي في طور التراجع لتصبح فقيرة.
وأشارت سيف، إلى أن عدم وجود الرعاية الصحية من الولادة إلى الشيخوخة في لبنان يجعل الفئة العمرية تخاف على مستقبلها.
وختمت بالقول: "ما نخشاه هو عدم عودة هؤلاء المهاجرين إلى لبنان، والاكتفاء فقط بالسياحة ورؤية الأهل".