كشف أطباء أن تراجع جودة الهواء في العاصمة الهندية نيودلهي أدى إلى زيادة حالات الإصابة بأمرض الصدر المزمنة ومن بينها الربو بين الأطفال، كما قد يؤدي طول تعرضهم للملوثات القاتلة إلى إضعاف نموهم المعرفي.
وبلغ التلوث مستويات خطيرة في نيودلهي وأجزاء أخرى من شمال الهند هذا الشهر. وفي أغلب الأيام يظل مؤشر جودة الهواء فوق مستوى 451 من 500 وهو الحد الأقصى للمقياس، مما يشير إلى نوعية هواء "سيئة جدًا" وظروف "خطيرة" حتى على الأصحاء وتؤثر بشدة على من يعانون من أمراض، وفقًا لإرشادات المجلس الاتحادي للسيطرة على التلوث.
ويقيس مؤشر جودة الهواء مستوى الجزيئات الدقيقة السامة (بي.إم 2.5) في المتر المكعب من الهواء. وتعتبر الحكومة أن المستوى الآمن هو 60 ميكروغرام في المتر المكعب من الهواء على مدار 24 ساعة.
More children are in hospital with breathing problems as pollution levels remain dangerously high in New Delhi, doctors warned on Wednesday, and the government shut five power stations and extended school closures to try to contain the crisis.https://t.co/dLEcpJsBW2
— The Wire (@thewire_in) November 17, 2021
وأثارت الزيادة الحادة في الإصابات بالأمراض التنفسية بين الأطفال في نيودلهي مخاوف الأطباء والآباء والأمهات.
وقال رئيس إدارة طب الأطفال في مستشفى ماكس سوبر التخصصي، أرفيند بونترا: "إن عدد الأطفال الذين أُصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي قفز إلى ثلاثة أمثاله في ما بين سبعة وعشرة أيام مضت". وأضاف بونترا: "يرتبط ذلك بشكل مباشر بمستويات التلوث العالية التي تشهدها مدينة دلهي والمدن المحيطة بها".
ويمكن أن يتسبب التعرض لفترات طويلة للملوثات ومنها الرصاص في مضاعفات أشد خطورة.
وقال بونترا: "هناك دراسة تظهر أن الوظائف المعرفية للدماغ (عند الأطفال) تتضرر كذلك من هذه الجزئيات الدقيقة".
وفي إطار حملتها لمكافحة تلوث الهواء وتنفيذًا لأمر صادر عن لجنة وزارة البيئة بشأن تلوث الهواء، أغلقت الهند مؤقتًا 5 محطات طاقة تعمل بالفحم حول العاصمة نيودلهي.
وحظرت لجنة إدارة جودة الهواء الشاحنات التي تحمل البضائع غير الأساسية، كما أوقفت عمليات البناء في دلهي والمدن المجاورة لها.
كما طالبت المحكمة العليا في الهند السلطات باتخاذ خطوات لمعالجة المشكلة، بما في ذلك تفعيل إجراءات إغلاق على غرار تلك التي اتخّذت خلال جائحة كوفيد-19.
وتعتبر دلهي من أكثر العواصم تلوثًا في العالم وتكافح الضباب الدخاني الشتوي الحاد كل عام، إذ يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى احتباس الملوثات القاتلة الناجمة عن المحطات التي تعمل بالفحم خارج المدينة بالإضافة إلى الأبخرة المنبعثة من المركبات وحرق القمامة في الهواء الطلق.