الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

"تموت ببطء".. بلدة حوارة الفلسطينية تدفع ثمن سياسات الاحتلال

"تموت ببطء".. بلدة حوارة الفلسطينية تدفع ثمن سياسات الاحتلال

شارك القصة

تعد بعض المستوطنات المطلة على حوارة، مثل يتسهار من بين أكثر المستوطنات تطرفًا في الضفة الغربية - أ ف ب
تعد بعض المستوطنات المطلة على حوارة، مثل يتسهار من بين أكثر المستوطنات تطرفًا في الضفة الغربية - أ ف ب
قال رئيس بلدية حوارة إن إغلاق المحلات التجارية وقطع الطريق أدى إلى "انهيار الحياة الاجتماعية والاقتصادية".

اشتُهرت بلدة حوارة الواقعة على طريق رئيسي بالضفة الغربية المحتلة وتطل عليها مستوطنات إسرائيلية، بورشات تصليح السيارات وبمطاعمها وكذلك بالمواجهات المتكررة فيها مع قوات الاحتلال.

واختصر نضال جبور واقع البلدة بالقول: "الوضع انتهى في حوارة. لا مستقبل لهذه المدينة"، مضيفًا أمام القصابة التي يملكها أن حوارة "تموت ببطء".

تضييق إسرائيلي متواصل

ويقع متجر جبّور على الشارع الرقم 60 الذي يجتاز الضفة الغربية المحتلة من شمالها إلى جنوبها، ويقسم هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها سبعة آلاف نسمة إلى قسمين.

ومثل ما يقرب من 500 تاجر آخرين على طول هذا الطريق، اضطر جبّور إلى إغلاق متجره بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بناء على أوامر من الجيش الإسرائيلي الذي منع أيضًا الوصول إلى البلدة.

وبرّر الجيش قرار إغلاق المنافذ بسبب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في عمق مستوطنات غلاف غزة، وأيضًا بحوادث سابقة بين سكان حوارة والمستوطنين الذين يعيشون على التلال المحيطة بها.

وسُمح للمتاجر بفتح أبوابها تدريجيًا بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق. لكن العمل لم يعد يسير على ما يرام.

فالزبائن المارّون، وهم فلسطينيون من الضفة الغربية وكذلك إسرائيليون، الذين كانوا يمرون في شارع 60 ويشكلون عصب الاقتصاد المحلي، ما عادوا يأتون، إذ تمنعهم حواجز التفتيش الإسرائيلية التي ما زالت تعيق المرور، أو بسبب الخوف من العنف.

فقد تحولت حركة المرور بعيدًا عن البلدة منذ الانتهاء من تشييد الطريق الالتفافي في نهاية عام 2023.

"شارع الستين هو شريان حياة"

ويقول رئيس البلدية جهاد عودة، وهو يعرض بالتفصيل خريطة للبلدة معلقة في مكتبه، إن "شارع الستين هو شريان حياة".

ويؤكد أن إغلاق المحلات التجارية وقطع الطريق أدى إلى "انهيار الحياة الاجتماعية والاقتصادية"، معدّدًا الصعوبات اليومية التي يختبرها السكان.

فقد تستغرق الرحلة الى مدينة نابلس بشمال الضفة، والتي لا تبعد عن حوارة سوى كيلومترات معدودة، ساعات عدة.

كما لم يعد المزارعون قادرين على الاعتناء ببساتينهم وحقولهم، بينما فقد العديد من السكان تصاريح عملهم في إسرائيل.

وتقول جميلة حمدان (74 عامًا) إن: "الوضع في حوارة زفت".

وتضيف المزارعة التي كانت ترتدي الثوب التقليدي وترعى أغنامها قرب منزلها: "يومًا بعد يوم، الوضع يزداد سوءًا". 

وتعبر هذه الأم لـ12 ابنًا وابنة، عن خوفها من هجمات المستوطنين الذين "ينزلون من التلال ليصرخوا علينا ويرموا علينا الحجارة".

تصعيد الاحتلال

وتعد بعض المستوطنات المطلة على حوارة، مثل "يتسهار"، من بين أكثر المستوطنات تطرفًا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وتعتبر كل المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي.

وشهدت الضفة الغربية تصعيدًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر الفائت، حيث أدى ذلك لاستشهاد 433 فلسطينيًا وإصابة نحو 4700، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى نحو 7555 معتقلًا فلسطينيًا.

وقُتل ما لا يقل عن أربعة إسرائيليين العام الماضي في هجمات نفذها فلسطينيون في حوارة، تبعتها حملات انتقامية من المستوطنين.

وفي فبراير/ شباط 2023، وبعد مقتل شقيقين من مستوطنة "هار براخا" بالرصاص داخل سيارتهما، اقتحم مئات المستوطنين حوارة، ودمروا المتاجر، وأحرقوا عشرات السيارات، وأرهبوا السكان.

وتبقى تلك الحوادث ماثلة في أذهان سكان البلدة، ومنهم الميكانيكي معتز قصراوي، إذ ما زالت السيارات المتفحمة بالكامل مركونة خلف مشغله.

ويقول قصراوي: "كانت بعض السيارات ملكًا لهم. كانت هنا لإصلاحها"، في إشارة إلى المستوطنين، نظراً لأن ميكانيكيي حوارة يتمتعون بسمعة جيدة، حسب قوله، وهم "الأرخص (كلفة) في المنطقة".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close