الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

تصعيد إسرائيلي في الضفة.. هل يُحاول الاحتلال فرض واقع جديد؟

تصعيد إسرائيلي في الضفة.. هل يُحاول الاحتلال فرض واقع جديد؟

شارك القصة

استبق الاحتلال رمضان برفع وتيرة سياسة التضييق على كل الفلسطينيين في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر
استبق الاحتلال رمضان برفع وتيرة سياسة التضييق على كل الفلسطينيين في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر- الأناضول
ما هي مآلات الضغط الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين في كل مكان؟ وما هو دور الولايات المتحدة في لجم الممارسات الإسرائيلية؟

في الضفة الغربية، صعّد الاحتلال وتيرة الاقتحامات والاعتقالات وقتل الفلسطينيين بذرائع متعددة، تزامنًا مع انتشار غير مسبوق لقواته.

وتمثّلت أحدث اعتداءات الاحتلال في اقتحام مستشفى في جنين وإطلاق النار على من فيه ما أوقع شهداء وجرحى.

كما استشهد طفل فلسطيني برصاص جيش الاحتلال، بعد تنفيذه عملية طعن على حاجز النفق العسكري جنوب غربي بيت لحم.

في حين، كثّف الاحتلال عمليات الاقتحام في جنين وطولكرم ونابلس، ما أحدث دمارًا واسعًا في البنى التحتية والممتلكات العامة.

كما كثّف الاحتلال حواجزه التي تقسّم القرى والمدن ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، عدا عن اعتداءات المستوطنين.

وأصبحت القدس ساحة أخرى للتنكيل بالفلسطينيين، حيث يتمّ منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، فيما تقوم قوات الاحتلال بتكثيف اقتحام بلداتها ومخيماتها وقتل واعتقال أبنائها.

رفع وتيرة التضييق

واستبق الاحتلال شهر رمضان المبارك برفع وتيرة سياسة التضييق على سكان القدس منذ اللحظة الأولى، إذ عطّلت الإجراءات المشددة مناحي الحياة التي تميّز القدس خلال رمضان.

وفي داخل الخط الأخضر، واصل الاحتلال إمعانه في سياسة تكميم أفواه فلسطينيي الداخل ضمن حملة مستعرة لإسكاتهم، بل ومعاقبتهم على خلفية الرأي.

وأحدث عمليات التضييق هذه، إقدام الجامعة العبرية في القدس على تعليق عمل البروفيسورة نادرة شلهوب كيفور كيان، بدعوى توقيعها على عريضة ضد الحرب على غزة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبرّرت الجامعة العبرية فعلتها بأنّ البروفيسورة وقّعت على عريضة وصفت عمليات إسرائيل في غزة بإبادة جماعية، وأنّها كيان احتلال منذ تأسيسها عام 1948.

فما هي مآلات الضغط الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين في كل مكان، ودوافع هذا التصعيد خلال رمضان خلافًا لادعاءات سابقة بخفضه، خشية الانفجار؟ وما هو دور الولايات المتحدة فيما يتعلّق بالاعتداءات الإسرائيلية، وقدرتها على لجم الممارسات الإسرائيلية التي من شأنها تصعيد الأمور لا تهدئتها؟

"التصعيد في الضفة سيستمر"

وفي هذا الإطار، أوضح أنطوان شلحت الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنّ إسرائيل ضخّمت التوقّعات بحدوث انفجار في الضفة الغربية خلال شهر رمضان، من أجل شنّ المزيد من الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس والمناطق داخل الخط الأخضر.

وقال شلحت في حديث إلى "العربي" من عكا، إنّ الضفة الغربية كانت مشتعلة منذ ما قبل عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رفضًا لمحاولة فرض نظام جديد على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أنّ تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية يؤكد أنّها تحوّلت الآن أكثر من أي وقت مضى إلى معازل، ناهيك عن التصعيد في مصادرة الأراضي بحجة إقامة البؤر الاستيطانية الزراعية.

وأضاف أنّ المؤشرات تدل على أنّ التصعيد سيستمر وسط الانتشار المكثّف للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.  

"حرب على الكل الفلسطيني"

بدوره، اعتبر سامر عنبتاوي الكاتب والباحث السياسي، أنّ الاحتلال أعلن حربه على الكل الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ومناطق الخط الأخضر.

وقال عنبتاوي في حديث إلى "العربي" من نابلس، إنّ إسرائيل تُحاول "الهروب إلى الأمام" ومنع امتداد فكرة المقاومة من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، إضافة إلى مخاوف من انفجار الوضع في الضفة خلال رمضان وهو ما دفع جيش الاحتلال إلى الدفع بأضعاف قواته الموجودة في غزة إلى الضفة.

وأكد أنّ عمليات التصعيد ستجرّ إلى تصعيد أكبر في الضفة وداخل الخط الأخضر، يُضاف إلى الجبهات المفتوحة في قطاع غزة ولبنان ومع محور المقاومة في العراق واليمن والجولان.

محاولة لفرض حصار دائم على الأقصى

من جهته، أشار علاء محاجنة المحامي والباحث القانوني، إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى تحويل الحصار القائم على الأقصى منذ خمسة أشهر إلى حصار دائم.

وقال محاجنة في حديث إلى "العربي" من القدس، إنّ ممارسات الاحتلال في القدس هي سياسية لناحية السيطرة عليها وتكثيف الاستيطان وإفراغها عن طريق سحب الهويات والإقامات من المقدسيين، إضافة إلى الاعتقالات والاغتيالات.

واعتبر أنّ معركة الأقصى مركزية للتيارات الصهيونية الدينية، حيث يستخدم الاحتلال تقنيات تكنولوجية عالية للتضييق على سكان القدس على غرار الكاميرات وآلات التجسّس، كما يُحاول استغلال شهر رمضان لفرض سيطرة فعلية على القدس ورمزية على البلدة القديمة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة