الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تناقض بين الأفعال والأقوال.. ما مدى جدية إسرائيل بشأن تسوية في لبنان؟

تناقض بين الأفعال والأقوال.. ما مدى جدية إسرائيل بشأن تسوية في لبنان؟

شارك القصة

أفاد إعلام عبري بأن الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته جنوبي لبنان
أفاد إعلام عبري بأن الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته جنوبي لبنان- الأناضول
يواصل المسؤولون اللبنانيون تحركاتهم الدبلوماسية الهادفة لوقف العدوان الإسرائيلي على بلدهم فيما يعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية جنوب لبنان.

تصعد إسرائيل عدوانها على لبنان من خلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع شرق لبنان وجنوب البلاد رغم الحديث عن تسوية ممكنة.

فالتحركات والاتصالات الدبلوماسية الإسرائيلية وما يرشَح عنها من تسريبات بقرب التوصل إلى تسوية بشأن الحرب مع لبنان، تناقضها تمامًا تصرفات وأفعال الجيش، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.

وآخر هذه التصريحات، أدلى بها وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس وقال فيها إنه "لا وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تحقيق أهداف الحرب". 

كما نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مسؤول قوله: "إن الجيش يستعد لخطط عملياتية قوية لمواصلة الحرب في لبنان إذا لم يقبل حزب الله شروط وقف إطلاق النار".

وعلى الصعيد الميداني، قالت صحيفة معاريف: "إن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من العملية البرية في لبنان"، فيما نقلت القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية عن مصادر قولها "إن الجيش وسّع عملياته جنوبي لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية".

وتزامن ذلك مع تصعيد الجيش هجماته على المدنيين في الجنوب اللبناني فضلًا عن تكثيف استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، الأمر الذي قوبل من حزب الله بتكثيف عملياته واستهدافاته للجنود داخل بلدات الحافة الأمامية وعلى أطرافها، فضلاً عن زيادة وتيرة قصف المدن الإسرائيلية مثل نهاريا وصفد وحيفا والجليل وتل أبيب والتي خلفت في جولتها الأخيرة قتيلين في نهاريا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي لم ترشح حتى الآن أي معلومات بشأن مضامين أو نتائج اللقاءات التي يعقدها وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن مع مسؤولين أميركيين منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

في المقابل، يواصل المسؤولون اللبنانيون تحركاتهم الدبلوماسية الهادفة لوقف العدوان الإسرائيلي على أساس تطبيق القرار الأممي رقم 1701 والذي تسعى إسرائيل بشكل حثيث إلى تعديله وتكييفه وفقًا لمصالحها، وذلك ما يرفضه لبنان الذي يصرّ على ضرورة ضمان أي اتفاق لسيادته.

"لا مؤشرات على تهدئة"

وفي هذا السياق، يعتبر مسؤول القسم السياسي في جريدة المدن منير الربيع أن لا وجود لأي مؤشرات بشأن التهدئة، متوقعًا المزيد من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

ويلفت في حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت إلى أن الأجواء الإيجابية سُرّبت من منطلق إسرائيلي بهدف رفع سقف الشروط وتخريب أي اتفاق يمكن الوصول إليه "لأن إسرائيل لا تريد أي اتفاق".

وقال الربيع: "تم تسريب نقاط الاتفاق بطريقة مفخخة علمًا بأن لبنان لم يتبلغ بهذا الاتفاق وصدرت مواقف عن المسؤولين اللبنانيين الذين رفضوا ما تريده إسرائيل من رقابة جوية على لبنان وحرية الحركة عندما تقتضي مصلحتها". 

كما يلفت إلى أن إسرائيل تريد القول إن لبنان هو الذي أجهض اتفاق التهدئة، مشيرًا إلى أن مسؤولين لبنانيين أكدوا أن لبنان لم يتلق أي طرح، وما يُشاع عنه لا يعدو كونه تسريبات من وسائل إعلام إسرائيلية. 

ويرى ربيع أن إسرائيل تمارس "الخديعة" لإيهام اللبنانيين بأن هناك هدنة قريبة ربما انسجامًا مع المطالب الأميركية"، لكنه يعتبر أن تل أبيب تعتمد على الدعم الأميركي الذي يتيح لها التفاوض تحت النار.

تعويل على لقاء ترمب وبايدن

من جهته، يلحظ الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل أن المؤشرات المتوفرة تكشف أن الجيش الإسرائيلي يتجه نحو مزيد من التصعيد ضد أكثر من منطقة لبنانية، لافتًا إلى أن التسريبات بشأن هدنة قريبة "لا تستقيم على أرض الواقع".  

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من  العاصمة اللبنانية، يرى عقيل أن جيش الاحتلال يواصل ضرباته في الجنوب بغية الحصول على أكبر مساحة ممكنة من المنطقة الحدودية بين لبنان والأراضي الفلسطينية. 

في المقابل، تكثف المقاومة ضرباتها قدر الإمكان بغية منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، بحسب عقيل الذي يعتبر أن إسرائيل تهدف "لتحقيق إنجاز على الأرض" لكي تقدم على استثماره في المفاوضات المقبلة. 

لكن عقيل يلفت إلى تعويل لبناني من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المزمع عقده يوم الأربعاء.

وأوضح عقيل أن لبنان يؤيد القرار 1701 وما تم الاتفاق عليه مع المبعوث الأميركي آموس هوكستين ويترقب زيارته والتي قد تُجرى إذا ما خرج لقاء بايدن وترمب بنتائج إيجابية. لكنه يرى أن إسرائيل لا ترضى بالقرار 1701 بل تريد "احتلالًا مقنعًا للبنان وما تقوم به الآن هو مناورات". 

"إسرائيل تسعى لدفع حزب الله إلى الاستسلام"

وبشأن الموقف الإسرائيلي، يعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل د. إمطانس شحادة أن إسرائيل "تريد استسلام حزب الله وتحويل لبنان إلى دولة بلا سيادة عسكرية وأن يُسمح لها بالتصرف العسكري بحرية مطلقة في لبنان جوًا وبحرًا وبرًا". 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا، يلفت شحادة إلى أنه "إذا تمت الموافقة على شروط إسرائيل فقد يتم وقف إطلاق النار". 

كما يرى شحادة أن ما يحدث في لبنان "إبادة" مع اتساع رقعة الحرب، وأن إسرائيل ستستمر في هذه الحرب طالما لم تدفع ثمنًا سياسيًا أو اقتصاديًا وسط دعم داخلي. 

كما يشير الباحث في مركز مدى الكرمل إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد خلق واقع جديد حتى في الشرق الأوسط إذا تمكنت من ذلك. 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close