الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تنصل إسرائيلي من اجتماع العقبة.. ما تداعيات تصعيد الاحتلال في الضفة؟

تنصل إسرائيلي من اجتماع العقبة.. ما تداعيات تصعيد الاحتلال في الضفة؟

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تُناقش تبعات لقاء العقبة والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة (الصورة: رويترز)
واصلت إسرائيل إجراءاتها التصعيدية بحق الفلسطينيين؛ فقد قرر الاحتلال تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة، كما أطبق حصار بلدة حوارة جنوبي نابلس.

لم يكد يجف حبر التفاهمات الفلسطينية الإسرائيلية في اجتماع العقبة حتى تسابق المسؤولون الإسرائيليون بين جماهيرهم للتنصل منها.

على رأس هؤلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد أن حكومته مستمرة في شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

كذلك فعل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي أكد أنه لن يتم تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ولو ليوم واحد.

كما قال وزير الأمن القومي إيتيمار بن غفير إن ما حصل في الأردن سيبقى هناك، داعيًا للعودة إلى عمليات الاغتيال والقضاء على قادة فصائل المقاومة الفلسطينية.

إجراءات تصعيدية

على الأرض، واصلت إسرائيل إجراءاتها التصعيدية بحق الفلسطينيين؛ فقد قرر الاحتلال تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة، كما أطبق حصار بلدة حوارة جنوبي نابلس وأغلق مداخل بلدات أخرى.

يأتي ذلك في خضم اعتداءات واسعة شنها مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال جنوبي نابلس خاصة في حوارة، وأسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات، فضلًا عن إضرام النيران في عشرات المنازل وأكثر من 100 مركبة.

في هذا السياق، حذر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، متوقعًا مواجهة ما وصفه بالأيام الصعبة والمعقدة في الضفة الغربية والقدس وحتى في غزة.

في المقابل، جددت السلطة الفلسطينية على لسان وزير خارجيتها رياض المالكي مطالبتها المجتمع الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني من العنف الإسرائيلي.

هذا وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر قولها إن مسؤولين أميركيين طالبوا إسرائيل بتهدئة الأوضاع الميدانية، كما طالبت الخارجية الألمانية الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتجنب تصعيد الوضع المتوتر، حسب قولها.

تضارب في النوايا

في هذا السياق، يرى عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله أن "حكومة نتنياهو كانت تنتظر نهاية اجتماع العقبة لتعطي الضوء الأخضر للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين".

ويعتبر نصر الله، في حديث إلى "العربي" من نابلس، أن "قرارات لقاء العقبة جفّت قبل وصول الوفد الإسرائيلي إلى الأراضي المحتلة".

ويقول: "النوايا كانت متضاربة، فالفلسطينيون أرادوا أن تأخذ هذه القمة منحى سياسيًا للوصول إلى مفاوضات تنهي الاحتلال، بينما اعتقد الإسرائيليون أنهم سيأخذون من السلطة ما لم يستطيعوا تنفيذه في الضفة الغربية".

ويضيف: "الاحتلال الإسرائيلي يريد غطاءً أمنيًا دون التحضير لمسار سياسي".

وحول توجّه الوفد الفلسطيني إلى العقبة، يرى نصر الله أن "القيادة الفلسطينية لا تريد أن تترك أي ثغرة أمام الحل السياسي".

إجرام فاشي

من جهته، يعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن "من يبني أوهامًا على الطرف الإسرائيلي يكون ساذجًا بالكامل".

ويشدد البرغوثي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، على أن "إسرائيل لم تحترم كلامها في أي يوم من الأيام".

ويذكّر بأنه في السابق، عندما قررت السلطة الفلسطينية سحب مشروع إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن بهدف وقف الاجتياح للضفة، قام الاحتلال بمجزرة في مدينة نابلس.

ويقول: "اليوم حصل الأمر ذاته، فما أن انتهت قمة العقبة، حتى رأينا الاجتياح الفاشي للمستوطنين".

ويضيف: "ما نراه إجرام فاشي لم نشهده سوى في أيام هتلر، وهو يذكرنا بمجازر عام 1948 في فلسطين".

تدهور إسرائيلي

بدوره، يرى رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة أن "الشعب الفلسطيني أمام معركة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي الذي يعلن عدوانه أمام الجميع".

ويعرب أبو شحادة، في حديث إلى "العربي" من الناصرة، عن استغرابه من "المحاولات المستمرة في تصوير إسرائيل على أنها شريك يمكن التعامل معه".

ويقول: "هناك ائتلاف يميني فاشي عنصري هو الأسوأ في التاريخ، ولكن المعارضة الموجودة في الكنيست هي أيضًا نوع آخر من اليمينية الإسرائيلية".

ويضيف: "هناك تدهور في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الفاشي، والمنافسة اليوم تكمن في من يكون الأكثر يمينية".

ويتابع قائلًا: "لا يمكن فهم السياق الذي قرر بسببه الوفد الفلسطيني التوجه إلى العقبة، فعلى من كان يعوّل؟ على نتنياهو أو بن غفير؟".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close