الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

تهديدات استخدام النووي وحرب "نهاية العالم".. بايدن: بوتين "لا يمزح"

تهديدات استخدام النووي وحرب "نهاية العالم".. بايدن: بوتين "لا يمزح"

شارك القصة

نافذة سابقة ضمن "الأخيرة" حول التطورات السياسية والميدانية الأخيرة على خط الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
كشفت كييف أنها استعادت 500 كيلومتر مربّع في الجنوب خلال أسبوعين، في وقت أكدت القوات الروسية أنها تحافظ على صمود خطّها الدفاعي.

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنّ التهديدات الروسية باستخدام أسلحة نووية في النزاع في أوكرانيا تُعرّض البشريّة لخطر حرب "نهاية العالم" (هرمغدون) للمرة الأولى، منذ أزمة الصواريخ الكوبية في منتصف الحرب الباردة.

وقال بايدن في حفل لجمع التبرّعات في نيويورك: "لم نُواجه احتمال حدوث هرمغدون منذ كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبيّة" في العام 1962، معتبرًا أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لم يكُن يمزح" عندما أطلق تلك التهديدات.

وأضاف الرئيس الأميركي: "يوجَد للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية تهديد مباشر باستخدام أسلحة نوويّة إذا استمرّت الأمور على المسار الذي تسير عليه الآن".

ومن 14 إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول 1962، أثارت أزمة الصواريخ في كوبا مخاوف من اندلاع حرب نووية. وقتذاك، كشفت صور التقطتها طائرة تجسس أميركية وجود منصات إطلاق صواريخ سوفياتية في كوبا حليفة موسكو، تطال الشواطئ الأميركية.

وفي مواجهة مقاومة أوكرانية شديدة تُغذيها مساعدات عسكرية غربية، لمح بوتين إلى القنبلة الذرية في خطاب متلفز في 21 سبتمبر/ أيلول. وقال الرئيس الروسي إنّه مستعدّ لاستخدام "كلّ الوسائل" في ترسانته ضد الغرب الذي اتهمه بأنّه يريد "تدمير" روسيا.

وشدد بايدن على أن بوتين "لا يمزح عندما يتحدث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية، لأن جيشه يمكن لنا القول إنه ضعيف الأداء إلى حد كبير".

وتابع: "لا أعتقد أن هناك أي شيء مثل القدرة على (استخدام) سلاح نووي تكتيكي بسهولة بدون أن ينتهي الأمر بالتسبّب بهرمغدون".

وأردف بايدن: "نحن نحاول أن نفهم كيف سيجد بوتين مخرجًا، كيف سيتموضع بشكل لا يفقد فيه ماء الوجه ولا يفقد فيه جزءًا كبيرًا من سلطته في روسيا.

وفي حديث سابق لـ"العربي"، استبعد أستاذ العلوم السياسية ستانيسلاف بيتشوك اللجوء إلى استخدام السلاح النووي عمليًا في المدى المنظور.

وأضاف أنّ الأسلحة النووية بالنسبة للكثيرين هي للردع وليست للهجوم، في واقع يسري منذ عام 1945. ورأى أنّ التلويح بها من جانب الرئيس الروسي "يُظهِر أنه لا يريد أن يستخدمها لكنه قد يلجأ إليها في حال دفعه الوضع لفعل ذلك".

أوكرانيا تحصي مكاسبها في الجنوب

وفي سياق الحرب الروسية على أوكرانيا، أحصت كييف للمرة الأولى الخميس، مكاسبها في الجنوب، كاشفة أنها استعادت 500 كيلومتر مربّع في أسبوعين، في وقت أكدت القوات الروسية أنها تحافظ على صمود خطّها الدفاعي.

ويشن الجيش الأوكراني هجومًا على جميع الجبهات منذ بداية سبتمبر/ أيلول، وقد استعاد بالفعل القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ومناطق لوجستية مهمّة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان. وفي المنطقة الأخيرة الواقعة في الشرق، وصل الجيش الروسي الذي كان شبه محاصر، إلى شفير كارثة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس، إنه منذ الأول من أكتوبر، وفي منطقة خيرسون وحدها، تم تحرير أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي وعشرات القرى.

وهاجمت موسكو الخميس تصريحات لزيلينسكي تحدث فيها عن "ضربات وقائيّة" على روسيا، قبل أن توضح كييف أن رئيسها كان يتحدث عن عقوبات وقائية وليس عن ضربات نووية.

وقال الرئيس الأوكراني: "ماذا الذي يتوجب على حلف شمال الأطلسي أن يفعله؟ القضاء على إمكان أن تستخدم روسيا أسلحة نووية. لكن خصوصا، أوجّه نداء جديدًا إلى المجتمع الدولي، كما قبل 24 فبراير/ شباط: ضربات وقائية ليعلموا (الروس) ماذا سيكون مصيرهم إذا استخدموا" أسلحة نووية.

ووجّه الكثير من المسؤولين الروس الكبار مساء الخميس انتقادات لتصريحات زيلينسكي. وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي": إن "تصريحات مماثلة ليست سوى دعوة إلى البدء بحرب عالميّة جديدة مع تداعيات وحشيّة وغير متوقّعة".

معاقبة المعتدي

من ناحيتها، قالت المتحدّثة باسم القيادة العسكرية في الجنوب نتاليا غومينيوك: "حررت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 500 كيلومتر مربع من منطقة خيرسون منذ مطلع أكتوبر"، محددة للمرة الأولى مدى تقدم الأوكرانيين.

وكان زيلينسكي أعلن مساء الأربعاء استعادة ثلاث بلدات في هذه المنطقة، مؤكدًا أن الهجوم المضاد الذي تشنه كييف مستمر.

والخميس، طلب زيلينسكي أمام القادة الأوروبيين المجتمعين في براغ مواصلة تقديم المساعدة العسكرية إلى كييف بحيث "لا تتقدم الدبابات الروسية نحو وارسو او براغ"، مضيفًا "ينبغي معاقبة المعتدي".

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنّ باريس تدرس إرسال مدافع قيصر إضافية إلى أوكرانيا التي تحاول منذ أكثر من سبعة أشهر دحر الجيش الروسي عن أراضيها.

وفي مؤشّر إلى انزعاج الكرملين، استدعت موسكو السفير الفرنسي بيار ليفي الخميس بسبب تسليم فرنسا أسلحة لأوكرانيا.

وأكدت القوات الأوكرانية استعادة 29 بلدة من الروس منذ الأول من أكتوبر.

من جهته، أكد الجيش الروسي في تقريره اليومي الخميس أنّ "العدو أُبعد من خط دفاع القوات الروسية" في هذه المنطقة ذاتها في خيرسون.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية نشرت أربع كتائب تكتيكية على هذه الجبهة، أي عدة مئات من العناصر، و"حاولت عدة مرات اختراق الدفاعات" الروسية قرب دودتشاني وسوخانوفي وسادوك وبروسكينسكوي.

وفي مواجهة انتكاسات الجيش الروسي في أوكرانيا والتعبئة الفوضوية في روسيا التي دفعت مئات آلاف الروس إلى الفرار، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أنّ الوضع العسكري "سيستقر".

وكان بوتين وقع الأربعاء قانونًا يكرس ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية بعد إجراء "استفتاء" حول تحديد مصيرها، رغم أن موسكو لا تسيطر على هذه المناطق سوى بشكل جزئي، كما تواجه صعوبات فيها على المستوى العسكري.

بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنّه ستجري "استعادة" المناطق التي فُقدت.

"الوضع أفضل"

وعلى مسرح العمليات، أكد الجنود الأوكرانيون الذين التقتهم وكالة فرانس برس أخيرًا أنهم يرون "ضوءًا في نهاية النفق" بفضل نجاحاتهم الأخيرة، بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب المرهقة.

وقال بوغدان البالغ 29 عامًا: "أصبح الوضع أفضل الآن"، مضيفًا "نرى نجاحاتنا وهو مصدر إلهام لنا. إذا اعتقد البعض أننا لم نكن نسير بالسرعة الكافية، فتلك ليس هي الحال الآن!".

ويأتي ذلك فيما يستمر القصف على مختلف الجبهات، مخلفًا بشكل خاص ثلاثة قتلى وسبعة جرحى في زابوريجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي تعد من المناطق التي تدعي موسكو ضمّها.

وفي الشرق، في منطقة دونيتسك التي ضمتها موسكو أيضًا، لقي ما لا يقل عن 14 شخصًا مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون في الساعات الأربع والعشرين الماضية في المناطق الخاضعة لسيطرة كييف، وفقاً للرئاسة الأوكرانية.

واستقبلت كييف الخميس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي من المقرر أن يتوجه إلى موسكو قريبًا.

وناقش المسؤول خصوصًا إنشاء "منطقة حماية" حول محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، والتي تُستهدف بانتظام بقصف يتبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأنه.

وشدد غروسي على أن هذا المحطة الأكبر من نوعها في أوروبا، لا تزال "بالتأكيد" أوكرانية رغم استحواذ موسكو عليها رسميًا الأربعاء عبر مرسوم وقعه الرئيس فلاديمير بوتين.

وأضاف: "نستمر في قول ما ينبغي القيام به، أي تفادي حادث نووي في المحطة، الأمر الذي يبقى احتمالًا واضحًا جدًا"، منددًا بـ"ظروف لا يمكن تحملها" يعمل في ظلها الطاقم الأوكراني في المحطة.

على الصعيد الدبلوماسي، التقى 44 من القادة الأوروبيين في براغ الخميس في صيغة غير مسبوقة، بهدف التأكيد على عزلة موسكو.

وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق الأربعاء على حزمة ثامنة من العقوبات ضد موسكو. وجاء ذلك فيما قرّر تحالف "أوبك+" خفضًا جذريًا في حصص إنتاج النفط لدعم الأسعار، بينما يبقى الوقود مصدر الدخل الرئيسي لروسيا

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close