أحرز فريق تشيلسي الإنكليزي بطولة دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على مواطنه مانشستر سيتي بهدف دون مقابل على ملعب "استاديو دو دراغاو" في مدينة بورتو البرتغالية وأمام 16500 متفرج.
ويدين الـ"بلوز" بفوزهم باللقب الثاني منذ عام 2012 للمدرب الألماني توماس توخيل الذي أمسك بزمام المباراة وتحكم تكتيكيًا بكل جوانبها، ليفوت على بيب غوارديولا الإسباني فرصة تحقيق لقب أول لسيتي في أوروبا.
وانتشل توخيل فريق تشيلسي من منتصف ترتيب الدوري الممتاز في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قادمًا من باريس سان جيرمان الذي فسخ عقده مع المدرب الذي أوصله لنهائي دوري أبطال اوروبا السنة الماضية، وما فات توخيل مع الفريق الباريسي تحقق اليوم السبت مع تشيلسي.
الشوط الأول: حيوية الـ"بلوز"
وبدأ لاعبو الـ"بلوز" المباراة بالضغط العالي على سيتي عن طريق الأطراف، لكن رحيم ستريلينغ تمكن من كسر مصيدة سيتي بعد 6 دقائق وكاد أن يقترب من تسجيل الهدف لولا تدخل دفاع الفريق اللندني، حيث بادل تشيلسي سيتي بالخطورة بعد دقيقة من خلال كرة لفيرنر لقيت مصير كرة سترلينغ.
وأدرك الجميع بعد 10 دقائق أنّ الفريقين يحاولان خطف كرة الأسبقية، بعد اندفاع حماسي لمهاجمي طرفي النهائي، لكن الكرة الأخطر أتت عن طريق تشيلسي حين وصلت كرة لتيمو فرنر بوجه حارس سيتي تمامًا، لكن الأول أرسلها بين أحضانه في الدقيقة 13.
وحتى الدقيقة 25، عبثًا حاول رجال غوارديولا استيعاب ثورة الـ"بلوز" في وسط الملعب، والذي بدا لاعبوه أكثر تمكنًا من تهديد المرمى. وتمكن في الدقيقة 27 دي بروين من استخلاص الكرة بين مدافعي تشيلسي وقدمها على طبق من ذهب لفودين الذي كان الألماني رورديغر أسرع منه فتصدى لكرته الأخطر على الإطلاق لسيتي.
وبدت الفرصة كأنها بداية جديدة لسيتي الذي بدأ يتخلص من سطوة الـ"بلوز" على وسط الملعب شيئًا فشيئًا ونلقى غاندوغان الإنذار الأول لتدخله بخشونة على مدافع تشيلسي البرازيلي سيلفا في الدقيقة 34. وبدا الثلاثي الهجومي لسيتي "محرز_فودين_ستيرلينغ" مكبلًا تمامًا أمام تألق خماسي دفاع البلوز" رودريغر_سيلفا- شيليول-أزبيليكويتا- جايمس" لكن إصابة سيلفا أمام غاندوغان أجبرت توخيل على استبداله بكريستنسن دقيقة 38. وخرج البرازيلي باكيًا من الملعب.
وبينما كان الجميع يعتقد أن ذلك سيشكّل نقطة تحول في المباراة، كان لماونت راي آخر فمرر كرة بينية طويلة اخترقت صفوف دفاع سيتي لتصل إلى هافيرتز الألماني الذي وجد نفسه أمام الحارس ايدرسون فتخطاه وسجل في المرمى الخالي لينفجر جمهور الـ"بلوز" ومن خلفه مدربه توخيل فرحًا بالتقدم بهدف دون مقابل عند الدقيقة 42.
وانتهى الشوط الاول بتفوق واضح لرجال المدرب الألماني توخيل.
⚽🟦| Gol do Chelsea! Kai Havertz abre o placar! Manchester City 0 - 1 Chelsea#ChampionsLeague pic.twitter.com/DChDpWxtMj
— Champions BIG (@championsbigofc) May 29, 2021
الشوط الثاني: سحر توخيل
وبدأ الشوط الثاني مع ارتفاع عدد لاعبي دفاع تشيلسي إلى 6 بعد عودة كانتي لتشكيل الصف الأول لمنطقة فريقه، وترك توخيل الثلاثي" هافيرتز، فيرنر، ماونت" بمعاونة جورجينيو الحر في المقدمة، وبدا مانشستر سيتي يتقدم باتجاه منطقة الـ"بلوز".
ورغم تراجع لاعبي تشيلسي لم يستطع غوارديولا الإمساك بزمام المباراة وعجز سيتي عن فك شيفرات الدفاع الذي استبسل حتى نال رودريغر المتألق إنذارًا إثر تدخل قوي بقائد سيتي دي بروين في الدقيقة 57، لكن سيتي دفع ثمن البطاقة غاليًا لأن دير بروين عجز عن إكمال المباراة ليخرج أبرز أوراق سيتي ونجمهم من أرضية الملعب، ويدخل غابريال خيسوس بدلًا منه، وبعد دقيقة يطالب لاعبو سيتي بضربة جزاء، لكن الحكم الإسباني لم يحتسبها بحُكم أن "يد شيلويل ثابتة".
ويحاول غواردويلا أن ينقذ فريقه من العجز عن طريق إيجاد الفرص الحقيقية للتسجيل فيخرج سيلفا الغائب الحاضر، ويزج بفيرنادينيو بالدقيقة 64. ويبادله توخيل بإخراج فيرنر وإدخال بونسيتش بعد دقيقتين. وتلوح فرصة بارزة لسيتي في الدقيقة 66 فيجنح محرز ويمرر كرة أرضية خالصة باتجاه المهاجمين لكن المدافع المتالق أزبيليكويتا يحرم غاندوغان من التسجيل بإبعاده الكرة بفدائية.
What an amazing feeling to win the @ChampionsLeague again!!! Thank you Thomas Tuchel & the boys 💙 pic.twitter.com/7u1H5TdZ39
— Frank Khalid (@FrankKhalidUK) May 29, 2021
ويستخلص كانتي كرة من بين أقدام مهاجمي سيتي، ويقود هجمة مرتدة ليمرر لهافيرتز الملاحق من مدافع واحد فيمررها بدوره لبونسيتش الخالي من الرقابة ليجد الأخير نفسه أمام الحارس فيسددها بتسرع إلى جانب المرمى في أخطر فرص الشوط الثاني على الإطلاق عند الدقيقة 72.
ويزج غوارديولا بورقة هجومية جديدة فيخرج ستيرلينغ ويدخل المخضرم أغويرو في الدقيقة 75. ويبادله مجددًا توخيل بتبديل آخر، فيخرج ماونت في الدقيقة 79 ويدخل كوفاسيتش.
ويفشل سيتي تمامًا في كبح لجام حماسة واندفاع لاعبي تشيلسي الحاضرين ذهنيًا ونفسيًا، وتدخل المباراة دقائقها الأخيرة فيشعل توخيل المدرجات ويطلب من الجماهير تشجيع لاعبيه أكثر، وتشتعل المدرجات بالفعل ليزداد توتر لاعبي سيتي ويرتكب خيسوس خطأ ينال على أثره إنذارًا في الدقيقة 87.
ويعطي الحكم 7 دقائق بدلًا عن ضائع، ويعود لاعبو الـ"بلوز" جميعهم ليذودوا عن مرماهم حتى بات حارس سيتي في منتصف الملعب، لكن الضغط لم يثمر عن فرص حقيقية للتسجيل بفضل استبسال دفاع تشيلسي. وتسنح فرصة أخيرة لمحرز المتربص على بوابة منطقة الـ"بلوز" فيسددها "طلقة أخيرة" تعلو العارضة. ويعلن الحكم فوز تشيلسي.