الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

توصيات من العدل الدولية.. قلق متزايد من كارثة في خانيونس ورفح

توصيات من العدل الدولية.. قلق متزايد من كارثة في خانيونس ورفح

شارك القصة

سيخلف الهجوم على رفح كوارث إنسانية كبرى
سيخلف الهجوم على رفح كوارث إنسانية كبرى - غيتي
تتصاعد المخاوف الدولية من السيناريوهات المرعبة التي قد يواجهها مستشفى ناصر ومدينة رفح في ظل استمرار إسرائيل في عدوانها وجرائمها بحق المدنيين.

يتصاعد العدوان الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا سيما في مدينة خانيونس حيث يطبق جيش الاحتلال الحصار على مجمع ناصر الطبي، الذي اقتحمه وحوله إلى "ثكنة عسكرية".

ويتزايد القلق حيال وضع المرضى والجرحى المحاصرين في مجمع ناصر الطبي، وذلك في وقت طالبت فيه محكمة العدل الدولية الاحتلال بضرورة تنفيذ التدابير المؤقتة بشكل فوري وفاعل، واصفة الوضع في غزة بأنه سيئ للغاية.

بلا كهرباء وماء وطعام وأكسجين

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، انقطاع التيار الكهربائي عن مجمع ناصر الطبي، حيث توقّفت المولّدات الكهربائية، بعد مداهمة المجمع الواقع بجنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد خمسة مرضى.

وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت المجمع الطبي لأكثر من 22 يومًا، وهو الذي كان واحدًا من المرافق الطبّية الرئيسة التي لا تزال في الخدمة في القطاع.

وأضافت وزارة الصحة أنّها تخشى على حياة سبعة مرضى آخرين، محمّلةً القوّات الإسرائيليّة "مسؤوليّة" الوفيات.

ووفقًا للوزارة، لا تزال هناك خمسة فرق طبّية مسؤولة عن 120 مريضًا موجودة في مبنى بالمستشفى، بلا كهرباء أو مياه أو طعام أو أكسجين، مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يمنع إجلاء المرضى من ذوي الحالات الحرجة.

ومساء الجمعة، ادعى الجيش الإسرائيلي على تلغرام بأنه عثر على أسلحة داخل المجمع، وأنّه اعتقل "عشرات" المشتبه فيهم داخله، كما أن جيش الاحتلال زعم عثوره على أدوية كُتِبت عليها أسماء رهائن إسرائيليين في المجمع نفسه.

"يستحقون الأمان وليس الدفن"

ووصف أطباء الوضع بما لا يمكن تحمله داخل مستشفى ناصر، في مدينة استحالت ساحة حرب تستهدف فيها إسرائيل المراكز الصحية والمدارس ودور العبادة، دون أي التزام بالقوانين الدولية أو معاهدات الحروب. 

وذكرت منظّمة أطبّاء بلا حدود أنّ موظّفيها "اضطرّوا إلى الفرار، تاركين المرضى وراءهم". وقال الأمين العامّ للمنظّمة كريستوفر لوكيير لفرانس برس: "كان الوضع فوضويًّا وكارثيًّا".

أما منظمة الصحة العالمية فقد أكدت أن مجمع ناصر وهو واحد من 11 مستشفى لا تزال مفتوحة من أصل 36 مستشفى في غزّة قبل الحرب، بات "بالكاد يعمل".

وقال المتحدّث باسم المنظّمة طارق يساريفيتش خلال مؤتمر صحافي أمس الجمعة في جنيف: إنّ "مزيدًا من الأضرار بالمستشفى يعني فقدان مزيد من الأرواح"، مطالبًا بأن يُتاح للمنظّمة الوصول إلى المجمّع الطبّي في شكل عاجل.

وأضاف: "المرضى والعاملون الصحّيون والمدنيّون الباحثون عن ملاذ لهم في المستشفيات يستحقّون الأمان وليس الدَّفن في هذه الأماكن المخصّصة للعلاج".

الهجوم على رفح

وفي سياق متصل، يُكثّف المجتمع الدولي دعواته لثني إسرائيل عن شنّ هجوم في مدينة رفح المكتظّة، حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون مدني عند الحدود المغلقة مع مصر.

وعبّر الاتّحاد الأوروبّي أمس عن "قلقه الشديد" في هذا السياق، حاضًّا إسرائيل على "عدم شنّ عمل عسكري في رفح من شأنه أن يُفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلًا".

وتعلن إسرائيل حاليًا عزمها اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنها "منطقة آمنة".

والثلاثاء، تقدمت جنوب إفريقيا بطلب "عاجل" إلى محكمة العدل الدولية لإجراء تقييم بشأن توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة رفح.

وأعلنت المحكمة قرارها بشأن التدابير الجديدة التي طلبتها جنوب إفريقيا بسبب خطة إسرائيل للهجوم على مدينة رفح، وأفاد بيان بالخصوص، بأن قرار التدابير التي قضت بها المحكمة في 26 يناير/ كانون الثاني 2024، يسري بشكل كامل على قطاع غزة بما فيه رفح، ولا داعي لاتخاذ تدابير إضافية.

وقال البيان: "يجب تنفيذ التدابير الاحترازية بسرعة وبشكل فاعل"، مشيرًا إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن خطة إسرائيل شن هجوم على رفح، بأن تنفيذ هجوم كهذا من شأنه أن يضخم بشكل كبير الكابوس الإنساني الموجود بالفعل، ويولد عواقب إقليمية لا توصف".

وشددت المحكمة على أن إسرائيل ملزمة بضمان أمن الفلسطينيين في قطاع غزة، وأنها ملزمة بالامتثال الكامل لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والتدابير الاحترازية.

"مخيمات في مصر"

وفي 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت محكمة العدل الدولية قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الخميس على عدم شنّ هجوم على رفح من دون وجود خطّة موثوقة لحفظ سلامة المدنيّين، وفق ما أفاد البيت الأبيض.

ودعا بايدن إلى "وقف موقّت لإطلاق النار" في قطاع غزّة، قائلًا "آمل في أن لا يُقدم الإسرائيليّون على غزو برّي واسع النطاق".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريّين أنّ مصر تبني مخيّمًا مسوّرًا في سيناء تحسّبًا لاستقبال لاجئين فلسطينيّين من غزّة.

وهذا المخيّم جزء من "خطط الطوارئ" لاستقبال اللاجئين في حال حصول هجوم إسرائيلي على رفح، ويُمكن أن يستوعب "أكثر من مئة ألف شخص"، وفق الصحيفة الأميركيّة، بيد أن القاهرة نفت الأمر، وشددت على رفضها وعدم مشاركتها في "جريمة التهجير".

وقد أعرب القادة الفلسطينيّون والأمم المتحدة وعدد كبير من الدول عن القلق إزاء العواقب الكارثيّة لهجوم كهذا على السكّان، مبدين خشية من أن يؤدّي ذلك إلى جيل جديد من اللاجئين لن يكون لهم أيّ أمل لهم بالعودة.

واستشهد ما لا يقلّ عن 28775 فلسطينيًا، معظمهم نساء وأطفال، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزّة، منذ بدايته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close