دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالدبابات إلى الجانب الغربي من مخيم النصيرات في قطاع غزة اليوم الإثنين في توغل جديد بوسط القطاع.
وقال مراسل التلفزيون العربي في منطقة دير البلح، عبد الله مقداد، إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 12 شخصًا على الأقل منذ فجر اليوم.
توغل الدبابات في النصيرات
وقال سكان إن الدبابات الإسرائيلية أطلقت النار خلال التوغل في غرب النصيرات، وهو أحد المخيمات الثمانية المقامة منذ فترة طويلة للاجئين في قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان والأسر النازحة.
وقال أحد السكان ويدعى زكي محمد إن توغل الدبابات كان مفاجئًا تمامًا، وقال محمد (25 عامًا)، الذي يعيش على بعد كيلومتر واحد من المنطقة التي تم استهدافها، "تقدم الدبابات كان مفاجئًا، مشان هيك في ناس لسه محاصرة في بيوتهم، وما قدروا يطلعوا وبيناشدوا ليقدروا يغادروا، وفي ناس طلعت تجري وهم حاملين شي قليل اللي قدروا يحملوه معاهم... هاد واقعنا من نزوح لنزوح".
وأكد مراسل التلفزيون العربي نزوح عدد من سكان المخيم إلى مناطق أقل تعرّضًا للقصف. وأشار إلى قرار الجيش الإسرائيلي توسيع ما تسمى بالمناطق الإنسانية في قطاع غزة، بعضها يقع في منطقة الزوايدة وسط القطاع، بهدف تهجير الغزّيين من أماكن سكناهم.
ومع استمرار العدوان على غزة للشهر الرابع عشر، تركّز إسرائيل عملياتها في شمال ووسط القطاع، في ما تقول إنها حملة لمنع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من شن الهجمات، ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم.
وصدرت أوامر إسرائيلية لعشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين بالإخلاء، مما أجج المخاوف من عدم السماح لهم بالعودة أبدًا.
تضاؤل الآمال بوقف النار
وتقلصت الفرص الضئيلة أصلًا للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار مطلع الأسبوع عندما قالت قطر التي تضطلع بدور وساطة إنها ستعلق جهودها حتى تُبدي إسرائيل وحماس استعدادًا أكبر للتوصل إلى اتفاق.
وقال مسعفون إن سبعة أشخاص استشهدوا في النصيرات في غارتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين، إحداهما أصابت موقعًا للخيام، خلال الهجمات التي وقعت الليلة الماضية وحتى صباح اليوم.
وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة حيث تواصل القوات الإسرائيلية العمليات منذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، قال مسعفون إن أربعة أشخاص استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية.
كما قال مسعفون إن نيرانا أطلقتها طائرة إسرائيلية مسيّرة أدت إلى إصابة ثلاثة من أفراد الفرق الطبية في مستشفى كمال عدوان بالقرب من بيت لاهيا.
إسرائيل تواصل حصارها لمستشفيات جباليا
وحاصرت القوات الإسرائيلية المستشفيات الثلاثة في جباليا ومحيطها لعدة أسابيع، ورفض مسؤولو المستشفيات تنفيذ الأوامر بإخلائها أو ترك مرضاهم بدون رعاية رغم نقص الغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
وأرسل الجيش دبابات إلى بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا في شمال غزة قبل أكثر من شهر، وزعم أنه قتل مئات المسلحين في جباليا ومحيطها منذ بدء الغارات.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن مقاتليهما نصبوا كمائن وأطلقوا قذائف مورتر وهجمات بصواريخ مضادة للدبابات، وأعلنوا قتل العديد من الجنود الإسرائيليين في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم أنه وسع "المنطقة الإنسانية" في القطاع، وأنه سيسمح بإدخال المزيد من الخيام ومواد الإيواء والمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية.
وأضاف أن قواته "ستواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومن بينها القضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين"، وفق قوله.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع، الذي يقطنه أكثر من 2.1 مليون شخص ودمرته الحرب إلى حد كبير.