استشهد سبعة لبنانيين، بينهم أربعة مسعفين وعنصر من الدفاع المدني، وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.
جاء ذلك بعد أن أنذر الجيش الإسرائيلي أهالي عشرات القرى والبلدات بإخلائها. كما تم إخراج مستشفى في جنوب لبنان عن الخدمة بسبب قصف إسرائيلي استهدف محيطه.
وأعلنت ثلاثة مستشفيات، اثنان منها في جنوب لبنان وآخر على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، تعليق خدماتها الجمعة على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها ألحقت اضرارًا بأحدها على الأقل.
وأفادت إدارة مستشفى "السانت تريز" في منطقة الحدث عند تخوم الضاحية عن "وقف الخدمات الاستشفائية" بعد وقوع "أضرار جسيمة" في المبنى والمعدات بعد غارات عنيفة ليلًا في محيطه.
وفي جنوب لبنان، أعلنت إدارة مستشفى ميس الجبل الحكومي "إخلاء" المستشفى "ووقف العمل في كافة أقسامه" مع "قطع الطرق وخطوط الإمداد.. وصعوبة وصول" طاقمه.
استهداف مباشر للمسعفين
كما أقفل مستشفى مرجعيون الحكومي أبوابه بعد "غارة إسرائيلية استهدفت سيارتي إسعاف عند مدخله الرئيسي" وفق ما أكد مديره لوكالة فرانس برس.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام صباح اليوم الجمعة بسقوط "شهيدين في غارة نفذها الطيران الإسرائيلي فجرًا على منزل في بلدة خربة سلم"، في قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية جنوبي لبنان.
وقالت الوكالة أيضًا: إن "الطيران الحربي المعادي (الإسرائيلي) استهدف سيارة للهيئة الصحية الإسلامية (تابعة لحزب الله)، قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان". وأدت تلك الغارة، وفقًا للوكالة، لاستشهاد 4 مسعفين من الهيئة بقصف إسرائيلي قرب مستشفى مرجعيون الحكومي.
من جهته، قال الطبيب مؤنس كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون الحكومي، إن الضربة الإسرائيلية وقعت على بعد نحو خمسة أمتار من مدخل المستشفى، مضيفًا أن الطاقم الطبي قرر إخلاء المستشفى مؤقتًا. وتابع في حديث لوكالة "رويترز": "لم يصب أحد من الطاقم الطبي، لكننا قررنا الإخلاء مؤقتًا إلى حين استجلاء الوضع الأمني".
حزب الله: جرائم ضد الإنسانية
أما مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله، فقد قال في بيان: إن إسرائيل تواصل "جرائمها الإرهابية ضدّ الإنسانية".
وأوضح أنه بعد "غاراتها الوحشية التي أدت إلى تدمير العشرات من المباني السكنية في الضاحية الجنوبية ببيروت (الخميس)، قامت بالإغارة على فرق الدفاع المدني التي تعمل على إزالة الركام وانتشال المصابين".
وأدت هذه الغارات إلى "استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية (تابعة للحزب) وجرح عدد آخر منهم".
وطالب المكتب، الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية المعنية "بإدانة هذا العمل البربري المخالف لكل الأعراف الإنسانية والقرارات الدولية وفعل ما يمكن فعله للسماح لهذه الفرق الإنسانية بالقيام بواجباتها الإنسانية الإنقاذية".
ومساء الخميس أنذر الجيش الإسرائيلي مجددًا، سكان عدة مبان في ضاحية بيروت الجنوبية، بإخلائها تمهيدًا لاستهدافها، ثم شن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان (شرق) في أوقات متقاربة.
أطنان من القذائف
وعاشت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلًا عنفًا تخلله قصف غير مسبوق بعشرات القنابل الضخمة، فيما نقل مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي باراك رافيد في منشور على موقع إكس في ساعة مبكرة من صباح اليوم عن مصدر إسرائيلي القول إن الضربات استهدفت القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين، حيث استهدف المكان بعشرات الأطنان من القذائف.
وأنذر جيش الاحتلال في اليوم ذاته أهالي 25 قرية جنوب لبنان بإخلاء منازلهم والتوجه إلى شمال نهر الأولي، بعد أن أمر الثلاثاء، أهالي 29 قرية لبنانية حدودية بإخلاء منازلهم فورا تمهيدًا لشن قصف في تلك المنطقة.
ومنذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي بدء التوغل البري في لبنان مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أنذر مرارًا مواطنين في الضاحية الجنوبية بإخلاء المباني التي يقطنون فيها تمهيدا لقصفها، بدعوى وجود مستودعات أسلحة لـ"حزب الله".
يذكر أن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أعلن يوم أمس الخميس، استشهاد أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في لبنان.
وارتفع بذلك عدد شهداء عمال الإسعاف منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام إلى 97 شخصًا، بالإضافة إلى تضرّر عشرات المراكز الصحية.