بلغ عدد الأشخاص الذين أوقفتهم السلطات الأميركية خلال المظاهرات الداعمة لفلسطين في الجامعات نحو ألفي شخص، بينهم طلاب وأساتذة جامعيون.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فقد تم توقيف ما لا يقل عن ألفي متظاهر خلال أسبوعين، بينهم العديد من المحاضرين والأساتذة، إذ تشهد عشرات الجامعات منذ 18 أبريل/ نيسان، ومنها مؤسسات التعليم العالي المرموقة بالولايات المتحدة، احتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأصبحت الجامعات بولاية كاليفورنيا من مناطق الاحتجاج الأكثر نشاطًا خلال اليوم الأخير، بعدما تم تفريق مخيمات التضامن مع غزة التي أقيمت في حرم الجامعات في جميع أنحاء البلاد، بضغط إدارات الجامعات والتدخل العنيف من الشرطة.
ففي جامعة كاليفورنيا حصلت "مشاهد فوضوية" عند تدخلت وحدات الشرطة الخاصة ضد الطلاب، فيما أعلنت شرطة الولاية اعتقال ما لا يقل عن 200 شخص في مداهمة الشرطة للجامعة في لوس أنجلوس، واحتجازهم في سجن المقاطعة.
وبينما كانت الشرطة تحاول تفكيك خيام التضامن مع غزة، سأل طلاب جامعة كاليفورنيا قوات الأمن، وهم يستذكرون الهجوم الذي شنته عليهم مجموعة مؤيدة لإسرائيل: "أين كنتم الليلة الماضية؟". وسأل الطلاب الشرطة عن سبب عدم حمايتهم من المؤيدين لإسرائيل الذين هاجموهم بأدوات حادة، وعن سبب عدم اعتقال المهاجمين.
وتصاعد التوتر في الجامعة نفسها الليلة الماضية، عندما هاجمت مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل منطقة الخيام في الحرم الجامعي، واستغرق الأمر ساعات حتى تدخلت الشرطة في الحادث. كما تم فض مخيمات الاعتصام واحتجاز الطلاب في جامعات نيو هامبشاير، وشمال أريزونا، وتولين.
غضب في الجامعات
وفي نيويورك رائدة مخيمات التضامن مع غزة، تم تفريق الناشطين بسبب تدخل الشرطة العنيف ضد الاحتجاجات التي شهدتها جامعات سيتي كوليدج، وستوني بروك، وبافلو، وفوردهام، بعد حراك جامعة كولومبيا.
وقالت ريبيكا الحسيني، المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات العامة الإسلامية في مؤتمر صحفي: "المجتمع بحاجة إلى أن يشعر بأن الشرطة تحميه، ولا تسمح للآخرين بإيذائه".
وفي بيان صحفي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أدان فرع جامعة كولومبيا لرابطة أساتذة الجامعات الأميركية، إدارة الجامعة لمطالبتها قسم شرطة نيويورك بالتدخل لتفريق الطلاب المناصرين لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
وفي 18 أبريل بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصامًا بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
طلاب أستراليا
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وشهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
ففي أستراليا، احتشد مئات المتضامنين مع غزة أمام واحدة من أبرز الجامعات بالبلاد، اليوم، مطالبين إياها بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل في احتجاجات مستوحاة من حراك طلابي يجتاح الجامعات الأمريكية.
واعتصم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين الأسبوع الماضي خارج القاعة الرئيسية بجامعة سيدني، إحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في أستراليا. كما أعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات بملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى.
وعلى عكس ما يحدث في الولايات المتحدة، اتسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود الشرطة بأعداد ضئيلة.
احتجاجات في باريس والمكسيك
وفي فرنسا، أغلقت جامعة سيانس بو في باريس أبوابها اليوم، بعد أن أخفقت نقاشات بين إدارتها والطلاب بشأن احتجاجات على الحرب الإسرائيلية في غزة في تهدئة التوتر، مما دفع المحتجين للبقاء في بنايات الجامعة والسيطرة عليها خلال الليل.
وفي وقت لاحق من اليوم دخلت الشرطة الفرنسية إلى الجامعة وأخرجت بعض الطلاب المؤيدين للفلسطينيين بالقوة إلى الخارجي وفق مراسل "العربي".
وخلال الأيام القليلة الماضية، أصبحت جامعة العلوم السياسية المرموقة مركزًا لموجة احتجاجات شهدتها عدة كليات وجامعات في فرنسا بسبب الحرب والروابط الأكاديمية مع إسرائيل، لكن نطاقها لم يتسع لما تشهده جامعات في الولايات المتحدة.
أما في المكسيك، فنصب عشرات الطلاب والناشطين خيامًا أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة"، أكبر جامعة في البلاد، وذلك احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضامنًا مع الطلاب المحتجّين في الولايات المتّحدة.
ووضع الطلاب يوم أمس الخميس، فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلامًا فلسطينية وردّدوا شعارات من بينها "عاشت فلسطين حرّة!"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!".