ربع قرن مرّ على وفاة الأميرة البريطانية ديانا، التي فارقت الحياة إثر تعرضها لحادث سير مروع في العاصمة الفرنسية باريس يوم 31 أغسطس/ آب 1997.
فعلى الرغم من مرور 25 عامًا على هذه الحادثة "اللغز"، إلا أن سحر "أميرة القلوب" لا يزال يأسر الناس في جميع أنحاء العالم، فيما تبقى تفاصيل وفاتها تلقي بظلالها على أفراد العائلة المالكة البريطانية.
وبذلك اليوم من أغسطس، استقلت "الليدي دي" التي كانت في الـ 36 من عمرها، سيارة الليموزين برفقة عشيقها دودي الفايد، قبل أن تتحطم المركبة في نفق جسر ألما في العاصمة الفرنسية، بينما كانت تحاول الهروب من المصورين الذين كانوا يلاحقونها على دراجات نارية.
حضور رغم الغياب
بالنسبة للعائلة المالكة نفسها، لا تزال ديانا حاضرة في كل مكان ومناسبة، وبالأخص بالنسبة لابنيها الأميرين ويليام (40 عامًا) وهاري (37 عامًا)، اللذين تحدثا عن الصدمة التي سببتها وفاتها، وكيف أثرت على صحتهما النفسية لسنوات.
وكان الأميران يبلغان من العمر 15 و12 عامًا فقط، عندما سارا ببطء خلف نعش والدتهما عبر شوارع لندن بين حشود من المعزين، في السادس من سبتمبر/ أيلول عام 1997، حين ودّع العالم بأسره أميرة ويلز بعد وفاتها بأيام.
أما زوجها السابق، الأمير تشارلز، فتمكن ببطء من الخروج من الدوامة التي خلفتها وفاة الأميرة، وتزوج منذ 17 عامًا الآن كاميلا، وهي المرأة التي حملتها ديانا مسؤولية فشل زواجها بتشارلز.
في المقابل، تظهر استطلاعات الرأي أن هذه المسألة المتعلقة بولي العهد البريطاني لا تزال عالقة في أذهان بعض المواطنين، وفق "رويترز".
كما كان موت الأميرة الذي فطر قلوب الملايين، قد شكّل أزمة لدى الملكة نفسها، إذ جاء بعد انهيار زواجها من ولي العهد الأمير تشارلز، والفضائح المرتبطة بالكشف عن خلافات وخيانة زوجية وبؤس شعرت به خلال وجود الأميرة الراحلة في القصر الملكي.
لغز موت الأميرة ديانا
والسحر الغامض المرتبط بأميرة ويلز الذي رافقها طيلة حياتها القصيرة، ظلّ حاضرًا بعد رحيلها، وتحديدًا بطريقة وفاتها أيضًا حيث كثرت التقارير الصحفية ونظريات المؤامرة، عن أن الحادث المروري كان "مدبّرًا".
إلا أن تحقيقًا رسميًا مطولًا، خلص عام 2008، إلى أن ديانا والفايد لقيا حتفهما بسبب الإهمال الجسيم للسائق هنري بول والمصورين الذين كانوا يلاحقون سيارتهما الليموزين.
في المقابل، اتهم محمد الفايد، والد دودي، المخابرات البريطانية بتدبير الأمر بأمر من زوج الملكة إليزابيث الراحل الأمير فيليب.
لكن تحقيق الشرطة استبعد فرضية القتل التي أطلقتها نظريات المؤامرة، وذكر أن بول كان مخمورًا وقاد السيارة برعونة.
رغم ذلك، لا تزال التكهنات بأنها كانت ضحية لعملية اغتيال قائمة، وتصدرت تصريحات لحارس شخصي سابق لديانا عناوين الصحف هذا الأسبوع من خلال الإشارة إلى أن ضباط أمن بريطانيين ربما تسببوا من دون قصد في الحادث.
"أميرة القلوب" في الإعلام
وبعد كل هذه السنوات، لا تزال الأميرة ديانا حاضرة في الأعمال الفنية والتلفزيونية، حيث تم إنتاج أعداد كبيرة من الأفلام والوثائقيات والبرامج التلفزيونية عن حياتها ومماتها.
ومن أبرز هذه الأعمال، فيلم "سبنسر" الذي تطرق إلى النهاية المضطربة لزواج تشارلز وديانا، كما يوجد فيلم آخر بعنوان "الأميرة"، وهو وثائقي للمخرج إد بيركنز الذي رُشح لجائزة الأوسكار، بينما لاقت الدراما الشهيرة (ذا كراون) "التاج" من إنتاج نتفليكس اهتمامًا كبيرًا لدى الجمهور.
إلى جانب ذلك، يوجد كتب ومقالات صحافية لا تُحصى، والعديد من البرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى عروض مسرحية غنائية.
Never underestimate the outsider. The Crown Season Four. Now Streaming. pic.twitter.com/WI5zzG1J3h
— The Crown (@TheCrownNetflix) November 15, 2020
جاذبية تتفوق على اللقب الملكي
في هذا الإطار، قال المؤلف آندرو مورتون، كاتب سيرتها الذاتية عام 1992: "لا يزال لديانا تأثير، ولا تزال هناك أفلام وثائقية تُنتج عنها، وقصص تكتب عنها، وما زال الناس مفتونين بهذه المرأة".
وأضاف مورتون في تصريحات لـ"رويترز": "كانت فقط تتمتع بالكاريزما، وكان لديها جاذبية تجاوزت لقبها الملكي لقد كانت إنسانة غير عادية".
وتابع: "هل كانت ديانا ملكة قلوب الناس؟ أنظر فقط إلى الدلائل. جبال الزهور، حقيقة أن الناس حزنوا على وفاتها ربما أكثر مما حزنوا على وفاة أحد أفراد عائلاتهم".