أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحةً حراريةً في قطاع غزة تؤدي إلى تحلل أو انصهار أجساد الضحايا، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء متخصصين في الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل.
ويأتي ذلك تزامنًا مع اكتشاف الدفاع المدني الفلسطيني في غزة مقابر جماعية تضم جثامين متحللة ومشوهة تعذر التعرف على هويتها.
جثامين مجهولة متحللة
وتواصل طواقم الدفاع المدني في غزة بواسطة أدواتها البسيطة، الكشف عن المفقودين من ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
ففي محيط مستشفى ناصر بخانيونس، اكتشفت الطواقم خلال الأيام الماضية مقبرة جماعية تضم جثامين متحللة، مجهولة الهوية نتيجة التشوهات التي لحقت بها.
الوضع ذاته، كشفته مقبرة أخرى في مستشفى الشفاء لجثث اختفت معالمها أو وجد فقط بعض من أطرافها.
والأمر لم يتوقف هنا، فطواقم الدفاع المدني ووزارة الصحة في غزة أصدرتا أرقامًا وصفتها منظمات حقوقية وإنسانية بـ"المخيفة"، تتعلق بعدد الجثامين المفقودة في المربعات السكنية التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية.
في هذا الصدد يقول محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: "فوجئنا بأن أحد الصواريخ الحربية الإسرائيلية التي استهدفت أشخاصًا كانوا في أحد الغرف.. (أسفرت) عن تبخر هؤلاء (الضحايا) بالفعل.. الصواريخ التي تمتلكها قوات الاحتلال.. تعمل على إذابة الجثث بشكل كامل وهذا ما شاهدناه ميدانيًا في أكثر من حالة منذ بداية الحرب".
أسئلة حول الأسلحة المستخدمة
ويطرح اختفاء جثامين الضحايا في غزة أسئلة عن طبيعة الأسلحة المستخدمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وفق تقارير للمرصد المتوسطي لحقوق الإنسان،
فعن آثار هذا النوع من القصف وقوته التدميرية، وثق المرصد الحقوقي شهادات ومعلومات أولية، كشفت عن جانب من مستوى القتل الذي تمارسه إسرائيل في القطاع.
وبحسب تقارير متخصصين، فإن فقدان الضحايا في غزة كان سببه إسقاط الجيش الإسرائيلي قنابل تولد حرارة شديدة أو ما يعرف باسم "القنابل الفراغية" على مربعات سكنية، تؤدي قوتها التفجيرية إلى تحلل أو انصهار أجساد الضحايا.
وعليه، دعا المرصد الحقوقي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء متخصصين في الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل ويُرجح أنها محرمة دوليًا.
هذه الدعوة تأتي بعد أسبوعين من مناشدة مماثلة للمتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، لم يسمع بعد عن تشكيلها.
أما على الأرض، فلا تزال طواقم الدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى آلاف المفقودين، والذين وضعوا تحت خانة "فقدان بسبب القصف الإسرائيلي".