أثار قرار نقابة المهن السينمائية المصرية عدم ترشيح أي فيلم للمنافسة في مسابقة أفضل فيلم دولي في جائزة الأوسكار، خلافًا في الرأي بين النقّاد وعدد كبير من هواة السينما.
وقالت النقابة في بيان اليوم الخميس: إن لجنة شكّلتها "انتهت بأغلبية الأصوات إلى قرار بعدم ترشيح فيلم مصري لهذا العام".
لكن الناقد الفني ومبرمج المهرجانات أسامة عبد الفتاح عضو اللجنة أوضح أن قرار عدم الترشيح اتُخذ بأغلبية الأصوات وليس بالإجماع، إذ عارضه سبعة من الأعضاء.
وقال: إن بعض أعضاء اللجنة اقترحوا ترشيح فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري الذي فاز بجائزة "أسبوع النقّاد" بمهرجان كان العام الماضي، إلا أن الشركة المُنتجة كانت أرسلت خطابًا بعدم إشراكه، لأنه لم يُعرض ولن يُعرض تجاريًا.
وتشترط الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما أن يكون الفيلم المرشّح قد عُرض لمدة سبعة أيام متتالية على الأقل، بتذاكر مدفوعة خارج الولايات المتحدة.
أزمة "كبيرة جدًا" تواجهها السينما المصرية
وقال الناقد الفني محمد عبد الرحمن لرويترز: "القرار يعكس أزمة كبيرة جدًا تُواجهها السينما المصرية منذ أكثر من عام بسبب تراجع الإنتاج، وندرة الأفلام الصالحة للمشاركة".
وأضاف: "إلى جانب قلة الأفلام وغياب الدعم، نُعاني من مشكلات أخرى غريبة، فحتى الأفلام الصالحة للمُنافسة إما تُعاني من مشاكل إنتاجية أو رقابية أو تتعرّض لحملات مضادة، مما يؤدي للحرج في ترشيحها رسميًا".
وقال: "أزمة السينما المصرية كبيرة، تحتاج إلى مؤتمر، مؤتمر لا نُردّد فيه الكلام المعروف، ولكن لاتخاذ خطوات فعلية بإرادة حقيقية".
والعام الماضي، رشّحت مصر فيلم "سعاد" للمخرجة أيتن أمين لكن خلافات بين منتجيه أدت لعدم عرضه تجاريًا بدور السينما، ما أسقط عنه أحد أهم شروط الترشّح.
هل من "إساءة" للسينما المصرية؟
وفي المقابل، رأى الناقد الصحفي أحمد فاروق أن قرار عدم ترشيح فيلم مصري هذا العام للمنافسة بالأوسكار "لا ينطوي على أي إساءة للسينما المصرية التي تسير بشكل جيد".
وقال إن عدم اختيار لجنة نقابة السينمائيين أي فيلم لترشيحه لتمثيل مصر في الأوسكار، لا يعني أنه لم يعد هناك سينما مصرية بشكل عام"، مضيفًا أن قوة السينما المصرية في أنها تجارية، وهي حتى هذه اللحظة ناجحة في تحقيق أهدافها؛ ومهما كان رأي بعض الأساتذة في الفيلم المصري، إلا أنه لا يزال الأكثر جذبًا للمشاهد في العالم العربي وليس فقط في مصر".
وشدّد على أن "خوض فيلم مصري للمنافسة في الأوسكار أمر جيد، إلا أن الأفضل هو وجود رؤية حقيقية تضمن استمرار إنتاج نوعية أفلام الجوائز من دون إهمال أو التقليل من دورة إنتاج السينما التجارية".
أفلام عربية مرشحة للأوسكار
وبينما استطاعت أفلام من تونس والمغرب الوصول إلى القائمة الأولية خلال السنوات القليلة الماضية، لم يتجاوز أي فيلم مصري مرحلة الترشيحات منذ عام 1958.
ولمناسبة أوسكار العام 2023، أعلنت فلسطين ترشيح فيلم "حمّى البحر المتوسط" لمهى حاج، بينما رشّحت تونس فيلم "نحن شجرة التين" للمخرجة أريج السحيري، وهو من إنتاج تونسي-فرنسي- سويسري مشترك، وتدور أحداثه حول مشاركة شباب من مختلف الأعمار في موسم جني التين، واحاسيسهم وطموحاتهم، وأحلامهم.
كما رشّحت الجزائر فيلم "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب، والذي يطرح قضية التمييز العنصري في فرنسا.
ويُقام حفل إعلان وتسليم جوائز أوسكار في مدينة لوس أنجلس الأميركية، في مارس/ آذار المقبل.