Skip to main content

"جدل" حول توسيع حلف الناتو.. بوتين يتسلح بدعم الصين في مواجهة الغرب

السبت 5 فبراير 2022

حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعم نظيره الصيني في صراعه مع الدول الغربية بشأن أوكرانيا.

ودعا الرئيسان خلال إعلان مشترك إلى حقبة جديدة في العلاقات الدولية، ووضع حدّ للسيطرة الأميركية.

كما ندّد البلدان بحلف الناتو وحلف أوكوس الذي أنشئ عام 2021 لكونهما يقوّضان الاستقرار والسلام العادل في العالم.

وأكد البيان المشترك أيضًا أنّ موسكو وبكين تعارضان أيّ توسيع للحلف الأطلسي مستقبلًا، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض حدة التوتر بينها وبين الغرب بشأن أوكرانيا.

مزيد من التعاون والتحالف

وكان "سيّد الكرملين" غازل جارته قبل وصوله واستنكر المقاطعة الدبلوماسية من قبل أميركا وبعض دول الغرب لأولمبياد بيكين، وطالب بعدم تسييس الرياضة من أجل مصالحهم.

وقبل الدعم الصيني لمخاوف الروس الأمنية في زمن عاصفة الأزمة الأوكرانية، حصلت مناورات بحرية مشتركة منتصف الشهر الماضي، بحسب ما أفاد المكتب الصحافي للأسطول الروسي في المحيط الهادئ.

يبقى أنّ المواجهة للغرب وأميركا في العمق الروسي والصيني أساسيّة، حيث لا يجد الطرفان سبيلًا سوى تكريس المزيد من التعاون وربما التحالف بهدف توجيه رسائل التحدّي للغرب، بحسب ما ينقل مراسل "العربي".

سياسة "الباب المفتوح" للناتو

وتعيد الأزمات المتكرّرة بين واشنطن وموسكو قضية توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحكمة من هذه الخطوة في ظل التنافس وطبيعة العلاقة الحساسة بين العاصمتين.

وترى روسيا أنّ انضمام أوكرانيا إلى الحلف يهدّد أمنها أكثر ممّا هدّده انضمام أيّ دولة أخرى إلى الحلف ذاته خلال العقود الثلاثة الماضية.

في المقابل، تدافع الولايات المتحدة عن سياسة الباب المفتوح للناتو، وهي سياسة تسمح بانضمام الدول الأوروبية إلى الحلف وتستهدف ستة من جيران موسكو المتبقين خارجه، والذين تعتبرهم روسيا جزءًا من نطاق نفوذها.

ويقول المشكّكون إنّ الالتزام بهذه السياسة كلّف واشنطن الكثير، فهذا الخيار غير الواقعي وغير القابل للتنفيذ أضاع الوقت والمال والموارد العسكرية في أوروبا بدل إعادة توجيهها نحو الخصم الحقيقي، الصين، كما كلّف الدول الطامحة الدم والمال والأرض كما حصل مع جورجيا وأوكرانيا، من دون أن تحظى بالتزام من الحلف بالدفاع عنها بالفعل.

ومنهم من يذهب بعيدًا بالقول إنّ السلام الذي تسعى إليه واشنطن لا يأتي من حرمان دول أخرى من عمقها الإستراتيجي.

بوتين يقوم بـ"مسرحية عسكرية"

ويرى الباحث السياسي عزيز فهمي أنّ روسيا والصين لا تملكان سوى اتخاذ إجراءات لمحاولة مواجهة الإجراءات الأميركية.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا أقاموا حلفًا عسكريًا في الجوار الصيني، ولو أنّ هذا الحلف من وجهة النظر الغربية لا يجب أن تخشى منه الصين لأنه حلف دفاعي.

ويلفت إلى أنّ حلف الناتو في الوقت نفسه يتوسع في أوروبا الشرقية، التي كانت جزءًا من حلف وارسو ومن منظومة الاتحاد السوفييتي سابقًا، وبالتالي كان هناك تفاهمات كثيرة بين واشنطن وموسكو بخصوص عدم توسع حلف الناتو شرقًا بالاقتراب من الحدود الروسية.

ويشدّد على أنّ هذا الاتفاق لم يحترمه حلف شمال الأطلسي الذي ما زال يتمدد ويتوسع، ولعلّ آخر تجلياته ما يحصل في أوكرانيا.

ويوضح أنّ أوكرانيا كانت إحدى الجمهوريات السوفييتية المهمة جدًا للأمن الروسي ولذلك فإنّ المطالب الروسية لم تلق أيّ أذن صاغية في الغرب.

ويخلص إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بـ"مسرحية عسكرية"، على حدّ وصفه، من أجل ممارسة ضغط على الغرب لينتزع التزامًا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.

المصادر:
العربي
شارك القصة