لا تزال قضية منع وقف المباريات للإفطار في فرنسا تثير جدلًا واسعًا، ولا سيما مع تصاعد الانتقادات من قبل الجماهير لقرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
وكان اتحاد اللعبة في فرنسا قد أبلغ الحكّام بعدم إيقاف المباريات مؤقتًا للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن هذه الممارسة المسموحة في الدوري الإنكليزي، لا تتوافق مع "مبدأ العلمانية في كرة القدم".
وقال الاتحاد الفرنسي في رسالته إلى الحكّام: "تم لفت انتباه الاتحاد لظاهرة توقف المباريات للإفطار في رمضان. لا تتوافق هذه الانقطاعات مع أحكام قوانين الاتحاد الفيدرالي لكرة القدم".
وكان الرد الأقسى الذي تلقاه الاتحاد الفرنسي، جاء من جماهير نادي باريس سان جيرمان، التي علقت خلال مباراة فريقها مع ليون لافتة كبيرة على المدرجات حملت عبارة: "تمرة واحدة، وكوب من الماء كابوس بالنسبة للاتحاد الفرنسي".
"Une datte, un verre d'eau : le cauchemar de la F.F.F". Le public parisien répond à la fédération française de football. pic.twitter.com/9lwtkbsySZ
— klh (@83Phoenix33) April 3, 2023
منع وقف المباريات للإفطار والعلمانية
من جانبه برر إريك بورغيني، رئيس اللجنة الفيدرالية للحكام، القرار بالقول لوكالة فرانس برس: "الفكرة هي أن هناك وقتًا لكل شيء. وقت لممارسة الرياضة، وقت لممارسة الطقوس الدينية"، مضيفًا أن الأمر يتعلق ببساطة "بالتطبيق الدقيق للمادة الأولى من النظام الأساسي للاتحاد بشأن المطالبة باحترام مبدأ العلمانية في كرة القدم".
وكان اللاعب الفرنسي السابق لوكاس ديني، قد انتقد القرار بشدة في منشور له على منصة إنستغرام، وقال: "عام 2023 يمكننا إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة من أجل مراجعة قرارات الحكام، ولكن يُمنع ذلك لمدة دقيقة واحدة من أجل شرب الماء".
بزعم "الحياد".. الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يتخذ قراراً مثيراً للجدل بشأن اللاعبين الصائمين #فرنسا pic.twitter.com/F8C5xoqL0I
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 1, 2023
وأتى قرار الاتحاد الفرنسي، بعد أيام من مطالبة مدرب منتخب فرنسا اللاعبين المسلمين بـ"تأجيل الصوم" لخوضهم تصفيات كأس الأمم الأوروبية القادمة عام 2024.
قرار الاتحاد الفرنسي عكس التيار
تجدر الإشارة إلى أن قرار الاتحاد الفرنسي جاء مناقضًا لقرار لجنة الحكام التابعة للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، والتي أصدرت في بداية شهر رمضان تعليماتها للحكام في الدرجات الممتازة والأولى وباقي البطولات، بضرورة التعامل بطريقة خاصة مع اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان.
وتشن جماهير كرة القدم في فرنسا هجومًا واسعًا على الاتحاد بسبب قراره، حيث وصفوه بـ"صاحب المواقف المتناقضة الذي يكيل بمكيالين"، كما ذكروه بالانتقادات التي وجهها الاتحاد لقطر خلال مباريات كأس العالم الأخيرة تحت شعار "حقوق الإنسان والحرية".
واقترح ناشطون على اللاعبين اللجوء إلى الخداع خلال اللعب والتظاهر بالإصابة لإيقاف اللعب والسماح لزملائهم الصائمين بالإفطار.
