كشفت وسائل إعلام مصرية، اليوم الخميس، عن تفاصيل جريمة مروّعة وقعت في إحدى محافظات شمال البلاد، حيث قام رجل بقتل أولاده الأربعة قبل إرسال صور جثثهم لوالدتهم بداعي الانتقام.
وتحدثت صحف مصرية عن أن الجريمة وقعت يوم الثلاثاء في قرية حلابة بمركز قليوب بمحافظة القليوبية، حيث أقدم رجل في العقد الرابع من عمره على طعن أولاده الأربعة طعنات مميتة، وهم صبي وثلاث بنات، وأكبرهم لم يتجاوز سن الـ21، فيما تبلغ سن صغيرتهم 9 سنوات.
وقام الرجل بتخدير أولاده قبل قتلهم ثم أخرج هاتفه ليلتقط صورًا لجثثهم ويرسلها إلى هاتف شقيقه ووالدة أطفاله قبل أن يفر هاربًا، وفقًا لصحيفة "الأهرام".
وأوضحت الصحيفة نفسها، أن والد الأطفال الضحايا، كان يعتقد أن المشاكل المالية والضغوط النفسية التي تعرض لها بعد فشل تجارته وترك زوجته له، يمكن أن تمر بسلام، لكن الأمور تطورت إلى جريمة مروّعة وصادمة.
معنف ومعتد
وأفادت صحيفة "المصري اليوم" بأن الأب يعمل في سوق العبور، وهو متزوج منذ 22 عامًا من ربة منزل. وكان يقيم في منزل عائلته بقرية صنافير التابعة لمركز قليوب، لكنه فجأة ترك منزل العائلة منذ عامين واشترى منزلاً من طابق واحد مسقوفًا بالخشب والبوص في قرية حلابة بالمركز نفسه.
وقالت الصحيفة نفسها إن الأبناء هم: جلال (21 سنة)، تسنيم (19 سنة)، ياسمين (15 سنة)، وريتاج (9 سنوات). ونقلت عن جيران العائلة تأكيدهم أن "المتهم كان دائم الشجار مع زوجته، حيث كانت الأخيرة دائمًا تلجأ لترك المنزل لتلوذ بأسرتها، في حين كان المتهم يأخذ أبناءه ويعود بهم إلى منزل أسرته في صنافير. وفي آخر شجار بينهما منذ 6 أشهر، كسر المتهم ذراع زوجته، وتم نقلها للمستشفى وخرجت منه إلى منزل أسرتها وقررت ألا تعود إليه مرة أخرى.
ونقلت "الأهرام" عن أحد الشهود قوله إن المتهم ويدعى "عبد العظيم" كان يمر بحالة نفسية سيئة بعد خسارته المالية وخلافاته مع زوجته، و"كان من الواضح بأنه يعاني نفسيًا وبدأ في تعاطي المخدرات، لكن أحدًا لم يتخيل أنه سيصل لتلك الحالة".
أحد أقارب العائلة روى اليوم الخميس، لـ"بوابة الأهرام" أن الأبناء الأربعة كانوا يعيشون مع جدتهم من والدهم، لكن يوم الجريمة، اتصل الأب وقال للجدة إنه يريد أن يتنزه معهم.
لكن الجدة رفضت، وبعد إصرار المتهم لجأ لانتزاعهم عنوة من جدتهم، حتى أن شقيقه لاحقه طالبًا منه تركهم، لكنه رفض، ومضى لينفذ الجريمة بعدها.
فصل آخر للمأساة
وعقب الجريمة، لاذ الأب بالفرار، لكن السلطات الأمنية، وبتكثيف الجهود وإعداد الأكمنة اللازمة، تمكنت من ضبطه لاحقًا. وكشفت تحريات أجهزة الأمن أن الأب المتهم قام بتخدير المجني عليهم الأربعة بوضع مادة مخدرة في عصير، وأعطاه لهم. وعقب تناولهم له، غابوا عن الوعي، وقام بذبحهم ثم طعنهم عدة طعنات متفرقة في أجسادهم، وفقًا لصحيفة "المصري اليوم".
وشيع المئات من أهالي قرية صنافير والقرى المجاورة لها بقليوب، اليوم الخميس، ضحايا المذبحة الأسرية الأربعة، وسط حالة من الصدمة والرعب من هول الجريمة وبشاعتها.
وكشف التقرير المبدئي للطب الشرعي أن مناظرة الجثث أظهرت أن الضحايا تلقوا طعنات قاتلة في الرقبة، وأن الابنة الثانية تلقت طعنة كذلك في البطن، مما يعني أن الأب تعمد ذبح أولاده.
وفي فصل آخر من المأساة، قالت مجلة "روز اليوسف" اليوم إن نتيجة الابنة تسنيم، صاحبة الـ19 عامًا، في امتحانات الثانوية العامة ظهرت، وقد أعلن زملاؤها نجاحها. فيما نعت إدارة معهد فتيات قليوب وجميع العاملين به على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وفاتها.
وترتفع ظاهرة العنف ضد الأطفال في مصر، حيث كانت رئيسة الإدارة المركزية للمتابعة للمجلس القومي للأمومة والطفولة، سيمة الألفي قد أكدت في وقت سابق، أن خط نجدة الطفل الذي يوفره المجلس مجانًا لحماية الأطفال من العنف تلقى العام الماضي 2022 نحو 16 ألفًا و343 بلاغًا فعليًا.