يعد مكتب وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي بمعسكر "تل هاشومير" شرقي تل أبيب، مكانًا حساسًا نظرًا إلى ما يحتويه من معدات ومكاتب لموظفين أمنيين كبار يشاركون في العدوان على قطاع غزة على غرار سائر تشكيلات القوات الإسرائيلية.
وقد تصدّر هذا المكان وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس الأحد، وأحدث ذعرًا كبيرًا في إسرائيل تحت عنوان "حدث غير عادي في تل هاشومير"، وذلك بعد أن ألقى جندي إسرائيلي قنبلة دخان على مكتب وزارة الجيش في المعسكر ذاته، ثمّ لاذ بالفرار قبل أن تعتقله السلطات.
الفاعل جندي "معوّق"
على الأثر، أصدرت وزارة الجيش الإسرائيلية بيانًا بالحادثة، وأفادت بأن الجنديّ ألقى جسمًا مشبوهًا تسبّب في انفجار بساحة انتظار المنشأة العسكرية، وأنّ الانفجار وقع في منطقة مفتوحة، ولم يتسبّب في وقوع أي إصابات أو أضرار، وفي أثناء الحادث أطلق حارس أمن النار في الهواء.
وأضافت الوزارة أن الجندي معوّق، ومعروف بارتكابه حوادث عنف سابقة. أما صحيفة معاريف العبرية فقالت إن الحادث تسبّب في حالة من الذعر بين الجنود والعاملين.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن الجنديّ البالغ من العمر 48 عامًا يعاني من "اضطراب ما بعد الصدمة".
ظواهر مرضية تتفشى في صفوف جيش الاحتلال
وشهدت الأشهر الأخيرة انتشارًا لافتًا للحالات النفسية والمرضية المتفشية في صفوف جنود جيش الاحتلال، إذ سبّب لهم العدوان على الفلسطينيين ظواهر مرضيّة ومشكلات نفسيّة؛ من أعراضها التبوّل الليلي والكوابيس التي ترافقهم يوميًا.
وكشفت معطيات رسمية إسرائيلية الأربعاء الماضي، أن 17825 إسرائيليًا تلقّوا علاجًا في مراكز إعادة تأهيل نفسيّ وطبيعيّ خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.
"جحيم يلاحق الجنود"
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع خبر ما فعله الجندي. وقال الروائي المصري عمار علي حسن: "حين يلقي جندي إسرائيلي قنبلة على وزارة الدفاع في تل أبيب، فليس هناك أبلغ من هذا تعبيرًا عن ضجر الجيش باستمرار الحرب".
وأضاف: "بالأمس أعلنت مصادر عبرية عن إصابة آلاف الجنود جسديًا ونفسيًا، ولم تكن هذه الإصابات في الخفاء بالطبع، إنما أمام أعين بقية الجنود الذين رأَوا الدم، وآذانهم التي سمعت الأنين، ما يعني أن كلّ الجيش الآن بات مؤمنًا أن البقاء في غزة هو الجحيم"، حسب منشور الكاتب.
أما زينب فقد علقت بأن "ازدياد حالات اضطراب ما بعد الصدمة.. جحيم يلاحق الجنود الإسرائيليين".
وتعتقد أروى محمد أن الجندي "مصاب بغَيض من فيض جراء التلاعب به وبمصيره وإحساسه بأنه مجرد رقم يعبث به قادة هذا الكيان، فأراد أن يثبت أنه خارج عن القطعان الضالة ولم يكن بوسعه فعل شيء إزاء ذلك، سوى أن يتصرّف بهذا الشكل".