Skip to main content

جهود دبلوماسية مستمرة.. ما مدى جدية بوتين في غزو أوكرانيا؟

الإثنين 14 فبراير 2022

تعيش الأزمة الأوكرانية على وقع تطوّرات متسارعة وتصعيد مستمر في المواقف والتصريحات، حيث قالت الولايات المتحدة إن روسيا تستعد لغزو كييف قريبًا، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الأوكراني استعداداته لصد أي هجوم روسي محتمل.

وفي هذا الإطار، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زيارة أوروبا مجددًا هذا الأسبوع لمواصلة جهوده الدبلوماسية لتهدئة الأزمة المتعلّقة بالملف الأوكراني.

وفشلت جولات عدة من المحادثات، خلال الأيام الأخيرة، في إحراز تقدّم نحو حلّ الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها "واحدة من أخطر الأزمات منذ نهاية الحرب الباردة" قبل ثلاثة عقود.

وقبل أسبوعين، توجّه جونسون إلى كييف لتقديم دعمه لأوكرانيا، كما التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وقادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وليتوانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي.

نقطة حرجة

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت في بيان: إن "الأزمة على الحدود الأوكرانية وصلت إلى نقطة حرجة. كل المعلومات التي في حوزتنا تشير إلى أن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا في أي وقت. ستكون لهذا عواقب كارثية على أوكرانيا وروسيا".

وأضاف: "لا تزال هناك فرصة لخفض التصعيد والدبلوماسية، وسيواصل رئيس الوزراء العمل بلا كلل إلى جانب حلفائنا لجعل روسيا تبتعد عن حافة الهاوية".

تعليق رحلات جوية

وبينما أوضحت هيئة الطيران الأوكرانية أن المجال الجوي فوق أوكرانيا لا يزال مفتوحًا، نصحت كييف شركات الطيران بتجنّب التحليق فوق البحر الأسود، اعتبارًا من اليوم الإثنين وحتى يوم السبت، بسبب المناورات البحرية الروسية هناك.

كما أوقفت شركة الطيران الفرنسية والهولندية رحلاتها إلى أوكرانيا، وأعلنت شركة "لوفتهانزا" الألمانية أنها تدرس تعليق رحلاتها.

بدورها، أعربت روسيا عن قلقها من قرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نقل بعض مراقبيها المقيمين في أوكرانيا. ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الإجراء بأنه "استفزازي" ويزيد التوتر في أوكرانيا.

ودعت زاخاروفا قادة المنظمة إلى وقف محاولات التلاعب بالمهام المنوطة بها، وعدم الانجرار إلى الألعاب السياسية.

وتنفي موسكو، التي ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، أن تكون لديها أي نية عدوانية تجاه أوكرانيا، لكنها تشترط لوقف التصعيد مجموعة من المطالب بينها ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي، وهو شرط يرفضه الغربيون.

موسكو أمام ثلاث خيارات

من جهته، أوضح عاطف عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، أن إعلان روسيا عن مطالبها من أوكرانيا وترافق ذلك مع حشود عسكرية ضخمة من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية لأوكرانيا، يدفع إلى التشكيك بحسن النية لدى روسيا. 

وقال عبدالجواد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إن موسكو رفضت جميع المبادرات الدبلوماسية لحلّ الأزمة حتى الآن.

واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجد نفسه الآن أمام معضلة؛ فبعد أن كان بالفعل يعتزم القيام بغزو شامل لأوكرانيا معتمدًا على عدم ردّ فعل غربي تجاه ضمّ شبه جزيرة القرم، أخطأ في الحسابات هذه المرة، بسبب رد الفعل القوي من الدول الغربية.

ورأى أن روسيا ألحقت الهزيمة بمطالبها الرئيسية بنفسها، خاصّة وأن الدول الغربية بدأت بتسليح أوكرانيا وإرسال قواتها إلى الأراضي الأوكرانية في خطوة لم تكن في الحسبان سابقًا.

وإذ نفى أن يكون هناك غزو روسي لأوكرانيا، قال عبدالجواد إن موسكو أمام ثلاث خيارات، وهي إعلان استقلال دونباس، وانقلاب عسكري في كييف وانشاء حكومة أوكرانية جديدة موالية لموسكو، والانسحاب.

"لا مصلحة لروسيا بالغزو"

من جانبه، أوضح أندري أنتيكوف، الباحث السياسي الروسي، أن موسكو تحشد قواتها على أراضيها، لكن السؤال يكمن في السبب الذي تقوم به الدول الغربية بارسال قواتها الخاصّة والأسلحة إلى أوكرانيا، وحشد قوات إضافية في كييف.

وقال أنتيكوف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إن التحرّكات الأميركية الأوروبية هي "استفزازية"، و"خطر مباشر على أمن روسيا القومي".

وأضاف أن لا مصلحة لروسيا في أي غزو لأوكرانيا لأنه سيؤدي إلى خسائر بشرية، واقتصادية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة